985
الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام

جَعفَرِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَمّارٍ القاضي ، اُعلِمُكَ أنّي قَد بَعَثتُ إبراهيمَ الدّيزَجَ إلى‏ كَربَلاءَ ؛ لِنَبشِ قَبرِ الحُسَينِ عليه السلام ، فَإِذا قَرَأتَ كِتابي فَقِف عَلَى الأَمرِ حَتّى‏ تَعرِفَ فَعَلَ أو لَم يَفعَل .
قالَ الدّيزَجُ : فَعَرَّفَني جَعفَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَمّارٍ ما كَتَبَ بِهِ إلَيهِ ، فَفَعَلتُ ما أمَرَني بِهِ جَعفَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَمّارٍ ، ثُمَّ أتَيتُهُ ، فَقال لي : ما صَنَعتَ ؟ فَقُلتُ : قَد فَعَلتُ ما أمَرتَ بِهِ ، فَلَم أرَ شَيئاً ، ولَم أجِد شَيئاً . فَقالَ لي : أفَلا عَمَّقتَهُ ؟ قُلتُ : قَد فَعَلتُ وما رَأَيتُ ، فَكَتَبَ إلَى السُّلطانِ : إنَّ إبراهيمَ الدّيزَجَ قَد نَبَشَ ، فَلَم يَجِد شَيئاً ، وأمَرتُهُ فَمَخَرَهُ‏۱ بِالماءِ ، وكَرَبَهُ بِالبَقَرِ .
قالَ أبو عَلِيٍّ العَمّارِيُّ : فَحَدَّثَني إبراهيمُ الدّيزَجُ ، وسَأَلتُهُ عَن صورَةِ الأَمرِ ، فَقالَ لي : أتَيتُ في خاصَّةِ غِلماني فَقَط ، وإنّي نَبَشتُ ، فَوَجَدتُ بارِيَةً جَديدَةً وعَلَيها بَدَنُ الحُسَينِ بنِ عَلِيٍّ عليه السلام ، ووَجَدتُ مِنهُ رائِحَةَ المِسكِ ، فَتَرَكتُ البارِيَةَ عَلى‏ حالَتِها وبَدَنُ الحُسَينِ عليه السلام عَلَى البارِيَةِ ، وأمَرتُ بِطَرحِ التُّرابِ عَلَيهِ ، وأطلَقتُ عَلَيهِ الماءَ ، وأمَرتُ بِالبَقَرِ لِتَمخَرَهُ وتَحرُثَهُ ، فَلَم تَطَأهُ البَقَرُ ، وكانَت إذا جاءَت إلَى المَوضِعِ رَجَعَت عَنهُ ، فَحَلَفتُ لِغِلماني بِاللَّهِ وبِالأَيمانِ المُغَلَّظَةِ لَئِن ذَكَرَ أحَدٌ هذا لَأَقتُلَنَّهُ .۲

1.مَخَرْتُ الأرض : أي أرسلت فيها الماء (الصحاح : ج ۲ ص ۸۱۲ «مخر») .

2.الأمالي للطوسي : ص ۳۲۶ الرقم ۶۵۳ ، بحار الأنوار : ج ۴۵ ص ۳۹۴ الرقم ۲ .


الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
984

3 / 3

مَواضِعُ قُبورِ الشُّهَداءِ

۱۳۸۰.الإرشاد- بَعدَ ذِكرِ مَن قُتِلَ مَعَ الحُسَينِ عليه السلام -: فَهؤُلاءِ سَبعَةَ عَشَرَ نَفساً مِن بَني هاشِمٍ رِضوانُ اللَّهِ عَلَيهِم أجمَعينَ ، إخوَةُ الحُسَينِ عَلَيهِ وعَلَيهِمُ السَّلامُ ، وبنو أخيهِ ، وبَنو عَمَّيهِ جَعفرٍ وعَقيلٍ ، وهُم كُلُّهُم مَدفونونَ مِمّا يَلي رِجلَيِ الحُسَينِ عليه السلام في مَشهَدِهِ ، حُفِرَ لَهُم حَفيرَةٌ واُلقوا فيها جَميعاً ، وسُوِّيَ عَلَيهِمُ التُّرابُ إلَّا العَبّاسَ بنَ عَلِيٍّ رِضوانُ اللَّهِ عَليهِ ، فَإِنَّهُ دُفِنَ في مَوضِعِ مَقتَلِهِ عَلَى المُسَنّاةِ بِطَريقِ الغاضِرِيَّةِ ، وقَبرُهُ ظاهِرٌ ، ولَيسَ لِقُبورِ إخوَتِهِ وأهلِهِ الَّذينَ سَمَّيناهُم أثَرٌ ، وإنَّما يَزورُهُمُ الزّائِرُ مِن عِندِ قَبرِ الحُسَينِ عليه السلام ، ويومِئُ إلَى الأَرضِ الَّتي نَحوَ رِجلَيهِ بِالسَّلامِ ، وعَلِيُّ بنُ الحُسَينِ عليه السلام في جُملَتِهِم ، ويُقالُ : إنَّهُ أقرَبُهُم دَفناً إلَى الحُسَينِ عليه السلام .
فَأَمّا أصحابُ الحُسَينِ رَحمَةُ اللَّهِ عَلَيهِمُ الَّذينَ قُتِلوا مَعَهُ ، فَإِنَّهُم دُفِنوا حَولَهُ ، ولَسنا نُحَصِّلُ لَهُم أجداثاً۱ عَلَى التَّحقيقِ وَالتَّفصيلِ ، إلّا أنّا لا نَشُكُّ أنَّ الحائِرَ مُحيطٌ بِهِم ، رَضِيَ اللَّهُ عَنهُم وأرضاهُم ، وأسكَنَهُم جَنّاتِ النَّعيمِ .۲

۱۳۸۱.الإرشاد : لَمّا رَحَلَ ابنُ سَعدٍ خَرَجَ قَومٌ مِن بَني أسَدٍ ، كانوا نُزولاً بِالغاضِرِيَّةِ إلَى الحُسَينِ عليه السلام وأصحابِهِ رَحمَةُ اللَّهِ عَلَيهِم ، فَصَلّوا عَلَيهِم ، ودَفَنُوا الحُسَينَ عليه السلام حَيثُ قَبرُهُ الآنَ ، ودَفَنُوا ابنَهُ عَلِيَّ بنَ الحُسَينِ الأَصغَرَ عليه السلام‏۳ عِندَ رِجلَيهِ ، وحَفَروا لِلشُّهَداءِ مِن أهلِ بَيتِهِ وأصحابِهِ الَّذينَ صُرِعوا حَولَهُ مِمّا يَلي رِجلَيِ الحُسَينِ عليه السلام ، وجَمَعوهُم ، فَدَفَنوهُم جَميعاً مَعاً ، ودَفَنُوا العَبّاسَ بنَ عَلِيٍّ عليهما السلام في مَوضِعِهِ الَّذي قُتِلَ فيهِ عَلى‏ طَريقِ الغاضِرِيَّةِ ، حَيثُ قَبرُهُ الآنَ .۴

3 / 4

جَسَدُ الإِمامِ عليه السلام لَم يَتَغَيَّر مَرَّ العُصُورِ

۱۳۸۲.الأمالي للطوسي عن إبراهيم الديزج : بَعَثَنِي المُتَوَكِّلُ إلى‏ كَربَلاءَ لِتَغييرِ قَبرِ الحُسَينِ عليه السلام ، وكَتَبَ مَعي إلى‏

1.الجَدَثُ : القبر ، ويجمع على أجداث (النهاية : ج ۱ ص ۲۴۳ «جدث») .

2.الإرشاد : ج ۲ ص ۱۲۶ ، إعلام الورى : ج ۱ ص ۴۷۶ ، مجموعة نفيسة : ص ۱۰۷ (تاج المواليد) كلاهما نحوه وراجع : إثبات الوصيّة : ص ۱۷۸، المناقب لابن شهرآشوب : ج ۴ ص ۷۷ .

3.والمراد : عليّ الأكبر .

4.الإرشاد : ج ۲ ص ۱۱۴ ، إعلام الورى : ج ۱ ص ۴۷۰ ، بحار الأنوار : ج ۴۵ ص ۱۰۸ .

  • نام منبع :
    الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
    سایر پدیدآورندگان :
    طباطبائي نژاد،محمود؛ السيّدطبائي،روح الله
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 1969881
صفحه از 1486
پرینت  ارسال به