وقال البيضاوي في تفسير قوله تعالى: «وَحَلَائِلُ أَبْنَائِكُمْ»: «زوجاتهم، سمّيت الزوجة حليلة لحلّها، أو لحلولها مع الزوج». وقال: «إنّ قوله: « الَّذِينَ مِنْ أَصْلَابِكُمْ» احتراز عن المتبنّين لا عن أبناء الولد».۱
وقال بعض الأفاضل:
هذا الاستدلال مبنيّ على تسليم الخصم، بل اتّفاق العلماء على دخول أولاد الأولاد مطلقاً تحت هذه الآية كما صرّح به أكثر المفسّرين؛ قال الرازي: «اتّفقوا على أنّ هذه الآية تقتضي تحريم حليلة ولد الولد على الجدّ، وهذا يدلّ على أنّ ولد الولد يطلق عليه أنّه من صلب الجدّ، وفيه دلالة على أنّ ولد الولد منسوب إلى الجدّ بالولادة»۲ .۳
متن الحديث الواحد والخمسمائة
۰.مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ۴أَبِي الْعَلَاءِ الْخَفَّافِ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام ، قَالَ :«لَمَّا انْهَزَمَ النَّاسُ يَوْمَ أُحُدٍ عَنِ النَّبِيِّ صلى اللَّه عليه وآله ، انْصَرَفَ إِلَيْهِمْ بِوَجْهِهِ وَهُوَ يَقُولُ : أَنَا مُحَمَّدٌ ، أَنَا رَسُولُ اللَّهِ ، لَمْ أُقْتَلْ وَلَمْ أَمُتْ ، فَالْتَفَتَ إِلَيْهِ فُلَانٌ وَفُلَانٌ ، فَقَالَا : الْآنَ يَسْخَرُ بِنَا أَيْضاً وَقَدْ هُزِمْنَا وَبَقِيَ مَعَهُ عَلِيٌّ عليه السلام وَسِمَاكُ۵ بْنُ خَرَشَةَ أَبُو دُجَانَةَ رَحِمَهُ اللَّهُ ، فَدَعَاهُ النَّبِيُّ صلى اللَّه عليه وآله ، فَقَالَ : يَا أَبَا دُجَانَةَ ، انْصَرِفْ وَأَنْتَ فِي حِلٍّ مِنْ بَيْعَتِكَ ، فَأَمَّا عَلِيٌّ فَهُوَ أَنَا هُوَ وَأَنَا هُوَ۶ ، فَتَحَوَّلَ وَجَلَسَ بَيْنَ يَدَيِ النَّبِيِّ صلى اللَّه عليه وآله وَبَكى ، وَقَالَ : لَا وَاللَّهِ ، وَرَفَعَ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ وَقَالَ : لَا وَاللَّهِ ، لَا جَعَلْتُ نَفْسِي فِي حِلٍّ مِنْ بَيْعَتِي ، إِنِّي بَايَعْتُكَ ، فَإِلى مَنْ أَنْصَرِفُ يَا رَسُولَ اللَّهِ : إِلى زَوْجَةٍ تَمُوتُ ، أَوْ وَلَدٍ يَمُوتُ ، أَوْ دَارٍ تَخْرَبُ ، وَمَالٍ يَفْنى ، وَأَجَلٍ قَدِ اقْتَرَبَ ، فَرَقَّ لَهُ النَّبِيُّ صلى اللَّه عليه وآله ، فَلَمْ يَزَلْ يُقَاتِلُ حَتّى أَثْخَنَتْهُ الْجِرَاحَةُ وَهُوَ فِي وَجْهٍ ، وَعَلِيٌّ عليه السلام فِي وَجْهٍ .
1.تفسير البيضاوي، ج ۲، ص ۱۶۸.
2.تفسير الرازي، ج ۱۰، ص ۳۵. وراجع: الكشّاف، ج ۱، ص ۵۱۷؛ التبيان، ج ۳، ص ۱۵۸؛ مجمع البيان، ج ۳، ص ۵۶.
3.القائل هو العلّامة المجلسي رحمة اللَّه عليه في مرآة العقول، ج ۲۶، ص ۴۳۲.
4.في الطبعة القديمة: - «بن».
5.في بعض نسخ الكافي: «وشمال».
6.هكذا في النسخة وبعض نسخ الكافي. وفي كلتا الطبعتين: «فأنا هو وهو أنا» بدل «فهو أنا وأنا هو».