109
البضاعة المزجاة المجلد الرابع

وقوله: (أضرب) بالنصب أو الرفع، بتقدير «أنّ» وإعمالها أو إهمالها.
(فقال: يا محمّد، إنّ هذه هي المواساة).
«هذه» إشارة إلى كثرة مقاتلة عليّ عليه السلام وثبات قدمه بعد انهزام الناس، والمراد بالمواساة معاونته ونصرته ومواطاته بنفسه وماله، من قولهم: واساه بماله مواساة، أي أناله منه.
وقال في النهاية: «المواساة: المشاركة، والمساهمة في المعاش والرزق، وأصلها الهمز، فقُلبت واواً تخفيفاً».۱(فقال: إنّ عليّاً منّي وأنا منه).
قيل: الغرض من هذا الكلام الدلالة على شدّة الاتّصال وتمازج الأهواء واتّحاد المذهب.۲
قال في الفائق: «يُقال: هو منّي، أي هو بعضي».۳
وقال الصدوق رحمة اللَّه عليه في كتاب العلل:
قول جبرئيل: (أنا منكما) تمنّي منه لأن يكون منهما، فلو كان أفضل منهما لم يقل ذلك ولم يتمنّ أن ينحطّ عن درجته إلى أن يكون ممّن دونه، وإنّما قال: أنا منكما ليصير ممّن هو أفضل منه، فيزداد محلّاً إلى محلّه وفضلاً إلى فضله.۴(ثمّ انهزم الناس) أي المشركون.
(فقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله لعليّ عليه السلام: يا علي، امض بسيفك حتّى تعارضهم).
في القاموس:
عارضه: جانَبه، وعدل عنه، وسار حياله. والكتاب: قابله، وأخذ في عروض من الطرق. والجنازة: أتاها معترضاً في بعض الطريق، ولم يتبعها من منزله. وفلاناً بمثل صنيعة: أتى إليه مثل ما أتى، ومنه المعارضة.۵(فإن رأيتهم قد ركبوا القِلاص).
في القاموس:
القلوص من الإبل: الشابّة، أو الباقية على السير، أو أوّل ما يركب من إناثها على أنّ

1.قاله المحقّق المازندراني رحمة اللَّه عليه في شرحه، ج ۱۲، ص ۴۴۹.

2.النهاية، ج ۱، ص ۵۰ (أسا).

3.الفائق، ج ۱، ص ۱۴۳ (ثبج).

4.علل الشرائع، ج ۱، ص ۸، ذيل ح ۳.

5.القاموس المحيط، ج ۲، ص ۳۳۶ (عرض).


البضاعة المزجاة المجلد الرابع
108

(فقال: يا رسول اللَّه، أسمع دويّاً شديداً).
قال الجزري: «الدويّ: صوت ليس بعال، كصوت النحل ونحوه».۱(وأسمع أقدم حيزوم).
في القاموس: «أقدم على الأمر: شجع. والمقدام: الكثير الإقدام. وقد قدم - كنصر وعلم - وأقدم وتقدّم».۲
وقال الجوهري:
أقدم على الأمر إقداماً، والإقدام: الشجاعة، ويُقال: أقدم، وهو زجر للخيل‏۳ كأنّه يؤمر بالإقدام. وفي حديث المغازي: إقدم حيزوم، بالكسر، والصواب فتح الهمزة.۴
وقال الجزري: «في حديث بدر: أقدم حيزوم، جاء في التفسير أنّه اسم فرس جبرئيل عليه السلام، أراد أقدم يا حيزوم، فحذف حرف النداء، والياء فيه زائدة».۵
وقال بعض الشارحين:
ولعلّ ركوب الملائكة وقتالهم على الوجه المعتاد، وإلّا فأقلّ حركتهم كافية في إهلاكهم كما اتّفق في إهلاك الاُمم السابقة، لا يُقال: الوجه المعتاد يقتضي أن يروهم؛ لأنّا نقول: ليس هنا ما يدلّ على أنّهم لم يروهم، ولعلّهم رأوهم وظنّوا أنّهم من العساكر المنصورة. وقال بعض‏[ العامّة]: إنّ إظهارهم للمشركين عند آخر القتال واحتضار [الموت‏] كما قال تعالى: «يَوْمَ يَرَوْنَ الْمَلَائِكَةَ لَا بُشْرَى يَوْمَئِذٍ لِلْمُجْرِمِينَ وَيَقُولُونَ حِجْراً مَحْجُوراً»۶. وقال بعضهم: يجوز أن يروهم، وإنّما لم يموتوا بلاغاً للأعذار وزيادة في إقامة الحجّة عليهم.۷(وما أهمّ أضرب أحداً إلّا سقط ميّتاً قبل أن أضربه).
قال في المصباح: «هممت بالشي‏ء من باب قتل: إذا أردته ولم تفعله».۸

1.النهاية، ج ۲، ص ۱۴۳ (دوا).

2.القاموس المحيط، ج ۴، ص ۱۶۲ (قدم) مع التلخيص.

3.في المصدر: «للفرس».

4.الصحاح، ج ۵، ص ۲۰۰۷ (قدم).

5.النهاية، ج ۱، ص ۴۶۷ (حيزم).

6.الفرقان(۲۵): ۲۲.

7.قاله المحقّق المازندراني رحمة اللَّه عليه في شرحه، ج ۱۲، ص ۴۴۹.

8.المصباح المنير، ص ۶۴۱ (همم).

  • نام منبع :
    البضاعة المزجاة المجلد الرابع
    سایر پدیدآورندگان :
    احمدی جلفایی، حمید ، فاضل البخشایشی، جواد
    تعداد جلد :
    4
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
تعداد بازدید : 93101
صفحه از 568
پرینت  ارسال به