وقوله: (أضرب) بالنصب أو الرفع، بتقدير «أنّ» وإعمالها أو إهمالها.
(فقال: يا محمّد، إنّ هذه هي المواساة).
«هذه» إشارة إلى كثرة مقاتلة عليّ عليه السلام وثبات قدمه بعد انهزام الناس، والمراد بالمواساة معاونته ونصرته ومواطاته بنفسه وماله، من قولهم: واساه بماله مواساة، أي أناله منه.
وقال في النهاية: «المواساة: المشاركة، والمساهمة في المعاش والرزق، وأصلها الهمز، فقُلبت واواً تخفيفاً».۱(فقال: إنّ عليّاً منّي وأنا منه).
قيل: الغرض من هذا الكلام الدلالة على شدّة الاتّصال وتمازج الأهواء واتّحاد المذهب.۲
قال في الفائق: «يُقال: هو منّي، أي هو بعضي».۳
وقال الصدوق رحمة اللَّه عليه في كتاب العلل:
قول جبرئيل: (أنا منكما) تمنّي منه لأن يكون منهما، فلو كان أفضل منهما لم يقل ذلك ولم يتمنّ أن ينحطّ عن درجته إلى أن يكون ممّن دونه، وإنّما قال: أنا منكما ليصير ممّن هو أفضل منه، فيزداد محلّاً إلى محلّه وفضلاً إلى فضله.۴(ثمّ انهزم الناس) أي المشركون.
(فقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله لعليّ عليه السلام: يا علي، امض بسيفك حتّى تعارضهم).
في القاموس:
عارضه: جانَبه، وعدل عنه، وسار حياله. والكتاب: قابله، وأخذ في عروض من الطرق. والجنازة: أتاها معترضاً في بعض الطريق، ولم يتبعها من منزله. وفلاناً بمثل صنيعة: أتى إليه مثل ما أتى، ومنه المعارضة.۵(فإن رأيتهم قد ركبوا القِلاص).
في القاموس:
القلوص من الإبل: الشابّة، أو الباقية على السير، أو أوّل ما يركب من إناثها على أنّ
1.قاله المحقّق المازندراني رحمة اللَّه عليه في شرحه، ج ۱۲، ص ۴۴۹.
2.النهاية، ج ۱، ص ۵۰ (أسا).
3.الفائق، ج ۱، ص ۱۴۳ (ثبج).
4.علل الشرائع، ج ۱، ص ۸، ذيل ح ۳.
5.القاموس المحيط، ج ۲، ص ۳۳۶ (عرض).