115
البضاعة المزجاة المجلد الرابع

عَلى‏ مَا تَعْلَمُ ، وَلكِنِّي أَدُلُّكَ عَلى‏ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ .
فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله ، فَقَالَ : انْطَلِقْ إِلى‏ قَوْمِكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ، فَبَشِّرْهُمْ بِمَا وَعَدَنِي رَبِّي مِنْ فَتْحِ مَكَّةَ ، فَلَمَّا انْطَلَقَ عُثْمَانُ لَقِيَ أَبَانَ بْنَ سَعِيدٍ ، فَتَأَخَّرَ عَنِ السَّرْجِ‏۱ ، فَحَمَلَ عُثْمَانَ بَيْنَ يَدَيْهِ ، وَدَخَلَ عُثْمَانُ فَأَعْلَمَهُمْ ، وَكَانَتِ الْمُنَاوَشَةُ ، فَجَلَسَ سُهَيْلُ بْنُ عَمْرٍو عِنْدَ رَسُولِ‏اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله، وَجَلَسَ عُثْمَانُ فِي عَسْكَرِ الْمُشْرِكِينَ، وَبَايَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله الْمُسْلِمِينَ ، وَضَرَبَ بِإِحْدى‏ يَدَيْهِ عَلَى الْأُخْرى‏ لِعُثْمَانَ ، وَقَالَ الْمُسْلِمُونَ : طُوبى‏ لِعُثْمَانَ قَدْ طَافَ بِالْبَيْتِ ، وَسَعى‏ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ ، وَأَحَلَّ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله : مَا كَانَ لِيَفْعَلَ ، فَلَمَّا جَاءَ عُثْمَانُ ، قَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله : أَطُفْتَ بِالْبَيْتِ؟ فَقَالَ : مَا كُنْتُ لِأَطُوفَ بِالْبَيْتِ وَرَسُولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله لَمْ يَطُفْ بِهِ ، ثُمَّ ذَكَرَ الْقِصَّةَ وَمَا كَانَ فِيهَا .
فَقَالَ لِعَلِيٍّ عليه السلام : اكْتُبْ : بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ .
فَقَالَ سُهَيْلٌ : مَا أَدْرِي مَا الرَّحْمنُ الرَّحِيمُ إِلَّا أَنِّي أَظُنُّ هذَا الَّذِي بِالْيَمَامَةِ ، وَلكِنِ اكْتُبْ كَمَا نَكْتُبُ : بِاسْمِكَ اللَّهُمَّ .
قَالَ ، وَاكْتُبْ : هذَا مَا قَاضى‏۲ رَسُولُ اللَّهِ سُهَيْلَ بْنَ عَمْرٍو .
فَقَالَ سُهَيْلٌ : فَعَلى‏ مَا نُقَاتِلُكَ يَا مُحَمَّدُ؟!
فَقَالَ : أَنَا رَسُولُ اللَّهِ وَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ .
فَقَالَ النَّاسُ : أَنْتَ رَسُولُ اللَّهِ .
قَالَ : اكْتُبْ ، فَكَتَبَ: هذَا مَا قَاضى‏ عَلَيْهِ‏۳ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ . فَقَالَ النَّاسُ : أَنْتَ رَسُولُ اللَّهِ .
وَكَانَ فِي الْقِصَّةِ۴ أَنَّ مَنْ كَانَ مِنَّا أَتى‏ إِلَيْكُمْ رَدَدْتُمُوهُ إِلَيْنَا وَرَسُولُ اللَّهِ غَيْرُ مُسْتَكْرِهٍ عَنْ دِينِهِ ، وَمَنْ جَاءَ إِلَيْنَا مِنْكُمْ لَمْ نَرُدَّهُ إِلَيْكُمْ .
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله : لَا حَاجَةَ لَنَا فِيهِمْ ، وَعَلى‏ أَنْ يُعْبَدَ اللَّهُ فِيكُمْ عَلَانِيَةً غَيْرَ سِرٍّ وَإِنْ كَانُوا لَيَتَهَادَوْنَ السُّيُورَ فِي الْمَدِينَةِ إِلى‏ مَكَّةَ ، وَمَا كَانَتْ قَضِيَّةٌ أَعْظَمُ بَرَكَةً مِنْهَا ، لَقَدْ كَادَ أَنْ يَسْتَوْلِيَ عَلى‏ أَهْلِ مَكَّةَ الْإِسْلَامُ ، فَضَرَبَ سُهَيْلُ بْنُ عَمْرٍو عَلى‏ أَبِي جَنْدَلٍ ابْنِهِ ، فَقَالَ : أَوَّلُ مَا قَاضَيْنَا عَلَيْهِ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله : وَهَلْ قَاضَيْتُ عَلى‏ شَيْ‏ءٍ؟ فَقَالَ : يَا مُحَمَّدُ ، مَا كُنْتَ بِغَدَّارٍ .

1.هكذا في النسخة وأكثر نسخ الكافي ومرآة العقول وشرح المازندراني. وفي كلتا الطبعتين: «السرح» بالحاء المهملة.

2.هكذا في النسخة وأكثر نسخ الكافي والوافي. وفي كلتا الطبعتين: + «عليه».

3.في بعض نسخ الكافي: - «عليه».

4.في كلتا الطبعتين: «القضيّة».


البضاعة المزجاة المجلد الرابع
114

اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله أَنْ يَقْبَلَهَا ، وَقَالَ : هذَا غَدْرٌ وَلَا حَاجَةَ لَنَا فِيهِ .
فَأَرْسَلُوا إِلى‏ رَسُولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله ، فَقَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، هذَا عُرْوَةُ بْنُ مَسْعُودٍ قَدْ أَتَاكُمْ وَهُوَ يُعَظِّمُ الْبُدْنَ ، قَالَ : فَأَقِيمُوهَا ، فَأَقَامُوهَا .
فَقَالَ : يَا مُحَمَّدُ ، مَجِي‏ءَ مَنْ جِئْتَ؟
قَالَ : جِئْتُ أَطُوفُ بِالْبَيْتِ ، وَأَسْعى‏ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ ، وَأَنْحَرُ هذِهِ الْإِبِلَ ، وَأُخَلِّي عَنْكُمْ وَعَنْ‏۱ لُحْمَانِهَا .
قَالَ : لَا ، وَاللَّاتِ وَالْعُزَّى ، فَمَا رَأَيْتُ مِثْلَكَ رُدَّ عَمَّا جِئْتَ لَهُ ، إِنَّ قَوْمَكَ يُذَكِّرُونَكَ اللَّهَ وَالرَّحِمَ أَنْ تَدْخُلَ عَلَيْهِمْ بِلَادَهُمْ بِغَيْرِ إِذْنِهِمْ ، وَأَنْ تَقْطَعَ أَرْحَامَهُمْ ، وَأَنْ تُجَرِّيَ عَلَيْهِمْ عَدُوَّهُمْ .
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله : مَا أَنَا بِفَاعِلٍ حَتّى‏ أَدْخُلَهَا» .
قَالَ : «وَكَانَ عُرْوَةُ بْنُ مَسْعُودٍ حِينَ كَلَّمَ رَسُولَ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله تَنَاوَلَ لِحْيَتَهُ وَالْمُغِيرَةُ قَائِمٌ عَلى‏ رَأْسِهِ ، فَضَرَبَ بِيَدِهِ .
فَقَالَ : مَنْ هذَا يَا مُحَمَّدُ؟
فَقَالَ : هذَا ابْنُ أَخِيكَ الْمُغِيرَةُ .
فَقَالَ : يَا غُدَرُ ، وَاللَّهِ مَا جِئْتَ إِلَّا فِي غَسْلِ سَلْحَتِكَ .
قَالَ : فَرَجَعَ إِلَيْهِمْ ، فَقَالَ لِأَبِي سُفْيَانَ وَأَصْحَابِهِ : لَا وَاللَّهِ ، مَا رَأَيْتُ مِثْلَ مُحَمَّدٍ ، رُدَّ عَمَّا جَاءَ لَهُ ، فَأَرْسَلُوا إِلَيْهِ سُهَيْلَ بْنَ عَمْرٍو وَحُوَيْطِبَ بْنَ عَبْدِ الْعُزّى‏ ، فَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله ، فَأُثِيرَتْ فِي وُجُوهِهِمُ الْبُدْنُ، فَقَالَا : مَجِي‏ءَ مَنْ جِئْتَ؟
قَالَ : جِئْتُ لِأَطُوفَ بِالْبَيْتِ ، وَأَسْعى‏ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ ، وَأَنْحَرَ الْبُدْنَ ، وَأُخَلِّيَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ لُحْمَانِهَا .
فَقَالَا : إِنَّ قَوْمَكَ يُنَاشِدُونَكَ اللَّهَ وَالرَّحِمَ أَنْ تَدْخُلَ عَلَيْهِمْ بِلَادَهُمْ بِغَيْرِ إِذْنِهِمْ ، وَتَقْطَعَ أَرْحَامَهُمْ ، وَتُجَرِّيَ عَلَيْهِمْ عَدُوَّهُمْ» .
قَالَ : «فَأَبى‏ عَلَيْهِمَا رَسُولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله إِلَّا أَنْ يَدْخُلَهَا .
وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله أَرَادَ أَنْ يَبْعَثَ عُمَرَ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنَّ عَشِيرَتِي قَلِيلٌ ، وَإِنِّي فِيهِمْ

1.هكذا في النسخة وكثير من نسخ الكافي والوافي. وفي كلتا الطبعتين: «عن» بدون الواو.

  • نام منبع :
    البضاعة المزجاة المجلد الرابع
    سایر پدیدآورندگان :
    احمدی جلفایی، حمید ، فاضل البخشایشی، جواد
    تعداد جلد :
    4
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
تعداد بازدید : 73677
صفحه از 568
پرینت  ارسال به