وقال: «العزّى: صنم، أو سمرة عبدتها غطفان».۱(فما رأيت مثلك ردّ) على صفة المجهول.
(عمّا جئت له).
مراده بالمثل مريد النسك وسائق الهدي.
وقيل: قال هذا على سبيل التعجّب، أي كيف يكون مثلك في الشرافة وعظم الشأن مردوداً عن مثل هذا المقصد الذي لا يصلح أن يردّ عنه أحد.۲
والحاصل: أنّك في جلالتك ينبغي أن لا تردّ عن أيّ مقصد قصدته ومقصدك في الخيريّة بحيث لا ينبغي أن يمنع عنه أحد، ومع اجتماعهما يريد قومك أن يصدّوك عن ذلك.
(إنّ قومك يذكّرونك اللَّه والرحم) بالنصب عطف على اللَّه.
و«يذكّرونك» من التذكير، أي ينشدونك باللَّه، ويقسمونك به وبالرّحم أن تتجنّب عن اُمور ولا ترتكبها، وهي: (أن تدخل عليهم بلادهم بغير إذنهم، وأن تقطع أرحامهم، و[أن] تجرّي عليهم عدوّهم).
يقال: جرّأته عليه تجرئة، أي شجّعته عليه، وأغريته به. وكلّ سائق من الاُمور الثلاث علّة للاحقه؛ لأنّ الدخول عليهم عنفاً سبب لقطع الرحم، وهما سببان لجرأة سائر الأعداء عليهم.
وقيل: يحتمل أن يكون «تجرى [بالياء] من الإجراء، وأن يُراد بالعدوّ من كان معه صلى اللَّه عليه وآله من أهل الإسلام.۳(فقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله: ما أنا بفاعل حتّى أدخلها) أي لا أفعل شيئاً سوى الدخول؛ يعني لابدّ من ذلك بحيث لا يقع نقيضه، فالحصر إضافي.
(قال) أبو عبد اللَّه عليه السلام: (وكان عروة بن مسعود حين كلّم رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله) أي حدّثه، (تناول لحيته) أي لحية رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله.
قيل: كانت عادتهم ذلك فيما بينهم عند مكالمتهم، ولجهله بشأنه صلى اللَّه عليه وآله وعدم إيمانه لم
1.قاله المحقّق المازندراني رحمة اللَّه عليه في شرحه، ج ۱۲، ص ۴۵۳.
2.القاموس المحيط، ج ۲، ص ۱۸۲ (عزز) مع التلخيص.
3.القائل هو العلّامة المجلسي رحمة اللَّه عليه في مرآة العقول، ج ۲۶، ص ۴۴۲.