والظاهر أنّ كلمة «في» للتعليل، وأنّ قوله: «ما جئت» بصيغة المتكلِّم، أي جئت الآن. أو قيل ذلك عند إطفاء نائرة الفتنة لإصلاح فسادك ودفع جرائمك، ويحتمل كونه بصيغة الخطاب، أي لم يكن مجيئك إلى النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وتوسّلك به للإسلام، بل للهرب ممّا صنعت من الجناية، وأتيت به من الجناية.
(قال) أبو عبد اللَّه عليه السلام: (فرجع) عروة (إليهم) أي إلى المشركين.
(فاُثيرت في وجوههم البدن).
اُثيرت - بالثاء المثلّثة - من الإثارة، وهي التهييج، والإزعاج، والإنهاض. و«في» بمعنى «إلى»، أو للظرفيّة مجازاً.
(إنّ قومك يناشدونك اللَّه والرحم) إلى قوله: (وتجرّي عليهم عدوّهم).
يُقال: ناشده مناشدة ونشاداً، أي حلفه؛ يعني أنّهم يسألونك ويقسمون عليك باللَّه وبالرحم وبالقرابة التي بينك وبينهم في ترك تلك الاُمور وعدم ارتكابها.
وقوله: (إنّي فيهم على ما تعلم) من الحقارة والدناء والمذلّة، وقد مرّ في حديث نفيل والخطّاب نسبه وحسبه.
قال الجزري: «فيه: كان عمر في الجاهليّة مبرطشاً، وهو الساعي بين البايع والمشتري شبه الدلّال. ويروى بالسين المهملة بمعناه».۱
وفي القاموس: «المبرطس: الذي يكتري للناس الإبل والحمير ويأخذ عليه جعلاً».۲
وقوله: (لقى أبان بن سعيد)؛ هو أبان بن سعيد بن العاص بن اُميّة بن عبد شمس الأموي.
(فتأخّر عن السّرج) أي تأخّر أبان عن سرج دابّته، وأركب عثمان وركب خلفه تعظيماً له ورعايةً لحقّ القرابة.
(وكانت المناوشة).
قال الجزري: «المناوشة في القتال: تداني الفريقين وأخذ بعضهم بعضاً».۳
وقال الجوهري: «ناوشه: أخذ برأسه ولحيته، ومنه المناوشة في القتال»۴ ؛ أي كان
1.النهاية، ج ۱، ص ۱۱۹ (برطش).
2.القاموس المحيط، ج ۲، ص ۲۰۰ (برطس).
3.النهاية، ج ۵، ص ۱۲۸ (نوش).
4.الصحاح، ج ۳، ص ۱۰۲۴ (نوش) مع التلخيص.