127
البضاعة المزجاة المجلد الرابع

وقال الجوهري: «القِصة: الأمر، والحديث»،۱ رواه على وجهه؛ يعني ذكر عثمان ما جرى بينه وبين قريش من حبسه ومنعه عن الرجوع، أو من طلبهم الصلح، أو إصرارهم على المنع من دخوله صلى اللَّه عليه وآله مكّة.
وقيل: قوله: «ثمّ ذكر» كلام الراوي، أي ثمّ ذكر الصادق عليه السلام القصّة وما جرى فيها، وترك الراوي، ذكرها اختصاراً».۲(إلّا أنّي أظنّ) أي الرحمان الرحيم.
(هذا الذي باليمامة).
أراد مسيلمة الكذّاب، وكان أهل اليمامة يسمّونه رحمان اليمامة. قال الجوهري:
اليمامة: اسم جارية زرقاء، كانت تبصر الراكب من مسيرة ثلاثة أيّام. واليمامة: بلاد، وكان اسمها الجوّ، فسمّيت باسم تلك الجارية لكثرة ما اُضيف إليها. وقيل: جوّ اليمامة.۳(ولكن اكتب كما نكتب).
في بعض النسخ: «يكتب» بالياء.
(باسمك اللَّهُمَّ).
نقل عن كتاب إكمال الدِّين‏۴ عن السهيلي أنّه قال: باسم اللَّهُمَّ، كانت قريش تقولها، وأوّل من قالها اُميّة بن أبي الصلت، ومنه تعلّموها وتعلّمها، هو رجلٌ من الجنّ في خبرٍ طويلٌ ذكره.
(هذا ما قاضى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله سهيل بن عمرو).
والقضاء: الحكم، والفصل.
قال في المصباح: «قاضيته: حاكمته. وقاضيته على مال: صالحته عليه».۵
وقيل: هذا يدلّ على أنّه يجوز في الصلح الاختصار بالاسم أو اللقب المختصّ، خلافاً

1.الصحاح، ج ۳، ص ۱۰۵۱ (قصص).

2.نقله العلّامة المجلسي رحمة اللَّه عليه في مرآة العقول، ج ۲۶، ص ۴۴۴ بعنوان «قيل».

3.الصحاح، ج ۵، ص ۲۰۶۵ (يمم) مع التلخيص.

4.كذا. والظاهر: «إكمال الإكمال». اُنظر: شرح المازندراني، ج ۱۲، ص ۴۵۵.

5.المصباح المنير، ص ۵۰۷ (قضي).


البضاعة المزجاة المجلد الرابع
126

المشركين والمسلمون حينئذٍ في تهيئة القتال والجدال، ووقع بينهم محاربة كما نقل.
(وبايع رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله المسلمين).
قيل: هذه البيعة يسمّونها بيعة الرضوان وبيعة تحت الشجرة، وحكى بعض العامّة أنّ سبب هذه البيعة أنّ النبيّ صلى اللَّه عليه وآله قصد مكّة ليعتمر، فصدّه المشركون، ولمّا نزل الحديبيّة وهي على عشرة أميال من مكّة، وظهر صدّ المشركين، أرسل إليهم خِداش الخزاعي يعلمهم أنّه لا يريد الحرب، وإنّما جاء معتمراً، فعقروا به الجمل وأرادوا قتله، فمنعه الأحابيش، فبلغ ذلك النبيّ صلى اللَّه عليه وآله، فأراد أن يبعث عمر فقال: يا رسول اللَّه، قد علمت فظاظتي على قريش وهم يبغضونني، وليس بمكّة من بني عدي [بن‏] كعب من يمنعني، ولكن ابعث عثمان. فبعثه فلقيه أبان بن عثمان بن العاص، فنزل عن دابّته وحمله عليها، وأجاه حتّى أتى قريشاً فأخبرهم، فقالوا: يا عثمان، إن أردت أن تطوف بالبيت فطف، وأمّا دخولكم علينا فلا سبيل إليه، فقال: ما كنت لأطوف حتّى يطوف رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله، وصرخ صارخٌ في عسكر رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله: قُتل عثمان، فقال المسلمون: إن يكن حقّاً فلا نبرح حتّى نلقى القوم، فدعا رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله إلى البيعة، ونادى مناديه: البيعة البيعة، نزل روح القدس. فما تخلّف عن البيعة إلّا [ابن‏] قيس الأنصاري المنافق، جعل رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله يده وقال: «هذه يد عثمان، وهي خير من يد عثمان» فبايعوا على السمع والطاعة والصبر وعدم الفرار وعلى أن لا ينازعوا الأمر أهله.۱(وضرب بإحدى يديه على الاُخرى لعثمان).
قيل: فعل هذا ليتأكّد عليه الحجّة والعهد والميثاق، فيستوجب بنكثه أشدّ العذاب، كما قال تعالى فيه وفي أخويه وأضرابهم: «فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّمَا يَنْكُثُ عَلَى نَفْسِهِ»۲،۳ فتأمّل.
(ثمّ ذكر القصّة وما كان فيها).
في القاموس: «القِصّة - بالكسر - : الأمر، والذي يكتب.۴ الجمع: كعنب».۵

1.القائل هو المحقّق المازندراني رحمة اللَّه عليه في شرحه، ج ۱۲، ص ۴۵۴ و ۴۵۵ مع اختلاف يسير في اللفظ. وراجع أيضاً: المحرّر الوجيز، ج ۵، ص ۱۳۳؛ البحر المحيط، ج ۸، ص ۹۵.

2.الفتح (۴۸): ۱۰.

3.. القائل هو العلّامة المجلسي رحمة اللَّه عليه في مرآة العقول، ج ۲۶، ص ۴۴۴.

4.في المصدر: «والتي تكتب».

5.القاموس المحيط، ج ۲، ص ۳۱۳ (قصص).

  • نام منبع :
    البضاعة المزجاة المجلد الرابع
    سایر پدیدآورندگان :
    احمدی جلفایی، حمید ، فاضل البخشایشی، جواد
    تعداد جلد :
    4
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
تعداد بازدید : 93222
صفحه از 568
پرینت  ارسال به