الحديد قد انفلت إلى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله، فلمّا رأى سهيل ابنه أخذه وقال: يا محمّد، قد تمّت القضيّة بينك وبيني قبل أن يأتيك هذا، قال: صدقت، وأخذه ليردّه إلى قريش، فصاح أبو جندل: يا معشر المسلمين أردّ إلى المشركين ليفتنوني عن ديني، فقال له رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله: «احتسب؛ فإنّ اللَّه جاعل لك ولمَن معك من المستضعفين فرجاً ومخرجاً، إنّا قد أعطينا القوم عهودنا على ذلك فلا نغدر بهم».۱
متن الحديث الثالث والخمسمائة
۰.عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ ، عَنْ أَبَانٍ ، عَنِ الْفَضْلِ أَبِي الْعَبَّاسِ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام فِي قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ :«أَوْ جاؤُكُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ أَنْ يُقاتِلُوكُمْ أَوْ يُقاتِلُوا قَوْمَهُمْ»۲قَالَ :«نَزَلَتْ فِي بَنِي مُدْلِجٍ ؛ لِأَنَّهُمْ جَاوُوا إِلى رَسُولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله ، فَقَالُوا : إِنَّا قَدْ حَصِرَتْ صُدُورُنَا أَنْ نَشْهَدَ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ ، فَلَسْنَا مَعَكَ وَلَا مَعَ قَوْمِنَا عَلَيْكَ» .
قَالَ : قُلْتُ : كَيْفَ صَنَعَ بِهِمْ رَسُولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله؟
قَالَ: «وَاعَدَهُمْ۳ إِلى أَنْ يَفْرُغَ مِنَ الْعَرَبِ، ثُمَّ يَدْعُوهُمْ ، فَإِنْ أَجَابُوا، وَإِلَّا قَاتَلَهُمْ».
شرح
السند موثّق.
(قوله: عن أبي عبد اللَّه عليه السلام في قول اللَّه عزّ وجلّ) في سورة النساء: «وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً فَلَا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ أَوْلِيَاءَ حَتَّى يُهَاجِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَلَا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ وَلِيّاً وَلَا نَصِيراً * إِلَّا الَّذِينَ يَصِلُونَ»۴وينتهون إلى قوم عاهدوكم وتفارقوا محاربتكم، والقوم هم خزاعة.
وقيل: هم الأسلميّون؛ فإنّه عليه السلام وادعَ وقت خروجه إلى مكّة هلال بن عويم السلمي على أن لا يعينه ولا يعين عليه، ومن لجأ إليه فله من الجوار مثل ما له.۵