تعالى وقال: «فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ الرَّوْعُ وَجَاءَتْهُ الْبُشْرَى يُجَادِلُنَا»۱أي يجادل رسلنا في قوم لوط، ومجادلته قوله: «إِنَّ فِيهَا لُوطاً». «إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُنِيبٌ»۲.۳«إِلَّا امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنْ الْغَابِرِينَ».۴
قال الجوهري: «غَبَرَ يغبر: بقى ومضى، فهو غابر: ماض وباق».۵
وقال بعض المفسّرين في تفسير قوله تعالى: «كَانَتْ مِنْ الْغَابِرِينَ»: «أي من الذين بقوا في ديار قوم لوط، وتخلّفوا عن لوط فهلكوا، والتذكير لتغليب الذكور. وقيل: معناه كانت من الباقين في عذاب اللَّه».۶(ثمّ مضوا) أي الملائكة، لا هلاك قوم لوط.
(وقال الحسن العسكري أبو محمّد عليه السلام: لا أعلم ذا القول) أي قول إبراهيم عليه السلام أنّ فيها لوطاً.
(إلّا وهو) أي إبراهيم عليه السلام.
(يستبقيهم).
الضمير المنصوب لقوم لوط، أي يطلب بقاءهم ويسعى في استدفاع العذاب عنهم والشفاعة لهم.
واعلم أنّ الظاهر أنّ قوله: (وقال الحسن العسكري) إلى آخره من كلام المصنّف رحمة اللَّه عليه، بأن كان روى للحديث السابق تتمّة عن العسكري عليه السلام بحذف الإسناد، أو من كلام محمّد بن يحيى ذكره في أثناء الرواية لتوضيحها، وهذا مع وضوحه خفي على بعض الأفاضل، وقال:
الظاهر أنّ العسكري من طغيان قلم النسّاخ، وفي تفسير العيّاشي۷ : وقد مضى في كتاب الطلاق من هذا الكتاب أيضاً «الحسن بن علي» بدون أبي محمّد، فالظاهر حينئذٍ أنّ المراد الحسن بن علي بن فضّال، بأن يكون ذكر هذا في أثناء رواية الحديث على وجه التفسير والتبيين، وكنيته أيضاً أبو محمّد، فلا ينافيه إن كان في الخبر. ويحتمل أيضاً أن يكون من كلام الصادق عليه السلام راوياً عن
1.هود (۱۱): ۷۴.
2.هود (۱۱): ۷۵.
3.قاله المحقّق المازندراني رحمة اللَّه عليه في شرحه، ج ۱۲، ص ۴۶۰ مع التلخيص.
4.العنكبوت (۲۹): ۳۲.
5.الصحاح، ج ۲، ص ۷۶۵ (غبر) مع اختلاف في اللفظ.
6.مجمع البيان، ج ۴، ص ۲۹۹ مع اختلاف في اللفظ.
7.تفسير العيّاشي، ج ۲، ص ۱۵۳، ح ۴۶.