وقوله: (فدخّنت) من الدخن كالنصر، أو من التدخين. يُقال: دخنت النار دخناً ودخوناً ودخّنته تدخيناً: إذا ألقيت عليها حطباً ليهيج لها دخان.
(فلمّا رأوا) أي قوم لوط.
(الدخان أقبلوا يهرعون إلى الباب) أي يسرعون إلى بابه لطلب الفاحشة من أضيافه.
قال الجوهري: «الإهراع: الإسراع. وقوله تعالى: «وَجَاءَهُ قَوْمُهُ يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ»۱. قال أبو عبيدة: يستحثّون إليه كأنّه يحثّ بعضهم بعضاً».۲
وفي القاموس: «الهرع - محرّكة، وكغراب - : مشي في اضطراب وسرعة، وأقبل يهرع بالضمّ، وفي التنزيل: «يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ»».۳(فنزلت) امرأة لوط.
(إليهم) من السطح.
(فقالت: عنده) أي عند لوط.
(قوم) إلى قوله: «وَلَا تُخْزُونِ» أي لا تفضحونِ، أو لا تخجلوني، بأن يكون من الخزي أو من الخزاية بمعنى الحياء.
«فِي ضَيْفِي» أي في شأنهم؛ فإنّ إخزاء ضيف رجل إخزاؤه.
«أَلَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَشِيدٌ» يهتدي إلى الحقّ، ويرعوي۴ عن القبيح.
وقيل: أي ليس في جملتكم رجلٌ قد أصاب الرُّشد، فيزجر هؤلاء عن قبيح فعلهم. وقيل: رشيد هنا بمعنى المرشد.۵(فقال) بعدما نصحهم ولم يقبلوا نُصحه.
«هَؤُلَاءِ بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ».
الطهر والنزاهة والنظافة في المفضل محقّق، وفي المفضل عليه موهوم مقدّر، أو محقّق بزعمهم. ويحتمل استعمال «أطهر» هنا بمجرّد الفعل، لا للتفضيل.
1.هود (۱۱): ۷۸.
2.الصحاح، ج ۳، ص ۱۳۰۶ (هرع).
3.القاموس المحيط، ج ۳، ص ۹۸ (هرع).
4.ارعوى عن القبيح يرعوي، أي انكفّ عنه و انزجر منه. اُنظر: لسان العرب، ج ۱۴، ص ۳۲۸ (رعي).
5.قاله العلّامة المجلسي رحمة اللَّه عليه في مرآة العقول، ج ۲۶، ص ۴۵۳ مع اختلاف يسير في اللفظ.