«لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّاباً رَحِيماً»۱ لعلموه قابلاً لتوبتهم متفضّلاً عليهم بالرحمة، وإن فسّر وجد بصادف كان «توّاباً» حالاً و«رحيماً» بدل منه، هكذا ذكره المفسّرون.۲
والظاهر أنّ قوله عليه السلام: (يعني واللَّه النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وعليّاً عليه السلام)تفسير للرسول، والخطاب في «جاؤوك» وقوله: (ممّا صنعوا) تفسير لقوله تعالى: «إِذْ ظَلَمُوا»؛ يعني أنّ المراد بظلمهم ما صنعوا بهما عليهما السلام من ردّ أمر الرسول صلى اللَّه عليه وآله وإنكار ولاية عليّ عليه السلام وتعاهدهم على ردّ الخلافة عنه، ولمّا كان ثمرة الظلم عائدة إلى أنفسهم نسب إليها.
وقوله (يعني لو جاؤك بها يا عليّ) إلى آخره، بيان لحاصل المعنى ولفظة «بها» ليست في تفسير علي بن إبراهيم۳ وهو أظهر. وعلى ما في نسخ الكتاب لعلّ الباء للتعدية، والضمير عائد إلى الخلافة.
«فَلَا وَرَبِّكَ».
قال البيضاوي:
أي فوربّك، و«لا» مزيدة لتأكيد القسم، لا لتظاهر «لا» في قوله: «لَا يُؤْمِنُونَ»؛ لأنّها تزاد [أيضاً] في الإثبات كقوله تعالى: «لَا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ»۴.۵«حَتَّى يُحَكِّمُوكَ» أي يجعلوك حاكماً.
قال الجوهري: «يُقال: حكمته في مالي تحكيماً: إذا جعلت إليه الحكم [فيه]».۶«فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ» أي فيما اختلف منهم واختلط. يُقال: شجر الأمر بينهم - كنصر - شجوراً: إذا تنازعوا واختلفوا فيه. قيل: ومنه الشجر؛ لتداخل أغصانه.۷(فقال أبو عبد اللَّه عليه السلام: هو واللَّه علي بعينه).
الظاهر أنّ الضمير المرفوع راجع إلى المخاطب.
1.النساء (۴): ۶۴.
2.تفسير البيضاوي، ج ۲، ص ۲۱۰. وراجع: الكشّاف، ج ۱، ص ۵۳۸؛ مجمع البيان، ج ۱، ص ۴۶۷؛ تفسير أبي السعود، ج ۲، ص ۱۹۷.
3.تفسير القمّي، ج ۱، ص ۱۴۲.
4.البلد (۹۰): ۱.
5.تفسير البيضاوي، ج ۲، ص ۲۱۰.
6.الصحاح، ج ۵، ص ۱۹۰۲ (حكم). وليس فيه: «تحكيماً».
7.راجع: الكشّاف، ج ۱، ص ۵۳۸؛ تفسير البيضاوي، ج ۲، ص ۲۱۱.