قال ابن الأثير في النهاية:
فيه أنّ امرأة أتت النبيّ صلى اللَّه عليه وآله فقالت: رأيت [في المنام] كأنّ جائز بيتي انكسر، فقال: يردّ اللَّه غائبك، فرجع زوجها ثمّ غاب، فرأت مثل ذلك، فأتت النبيّ صلى اللَّه عليه وآله فلم تجده ووجدت أبا بكر فأخبرته، فقال: يموت زوجك، فذكرت ذلك لرسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله فقال: هل قصصتها على أحد؟ قالت: نعم، قال: هو كما قال لك. الجائز الخشبة التي توضع عليها أطراف العوارض في سقف البيت،۱ انتهى.
(فقال لها الرجل السوء) بالفتح.
قال الجوهري:
سآءه يسؤه سوءاً - بالفتح - ومساءة ومسايئة: نقيض سرّه، والاسم: السوء بالضمّ. وقرئ: «عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ»۲ يعني الهزيمة والشرّ، ومن فتح فهو من المساءة وتقول: هذا رجل سوء بالإضافة، ثمّ تدخل عليه الألف واللّام فتقول: هذا رجل السّوء.
قال الأخفش: ولا يُقال: الرجل السّوء، ويُقال: الحقّ اليقين وحقّ اليقين جميعاً؛ لأنّ السوء ليس بالرجل، واليقين هو الحقّ. قال: ولا يُقال: هذا رجل السوء بالضمّ،۳ انتهى.
أقول: هذا الخبر يدلّ على ردّ قول الأخفش، فتأمّل.
وقال بعض المفسّرين في تفسير قوله تعالى: «عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ»: «أي يدور عليهم ويعود إليهم ضرر ما دبّروا ويقع الفساد والهلاك بهم».۴
السّوء - بالضمّ - المصدر، ويصلح للاسم، لقد جاء مجموعاً نحو الأسواء. والسّوء - بالفتح - : النعت. وظنّ السوء، أي ظنّ الأمر السوء، فيكون من باب مسجد الجامع وصلاة الاُولى.
وقوله: (ألّا كان) بتشديد اللّام على أن يكون حرف التخصيص.
قال بعض الشارحين:
في هذا الخبر وما قبله دلالة واضحة على أنّ الرؤيا لأوّل عابرٍ وعلى نحو ما وقع به
1.النهاية، ج ۱، ص ۳۱۴ (جوز).
2.التوبة (۹): ۹۸؛ الفتح (۴۸): ۶.
3.الصحاح، ج ۱، ص ۵۶ (سوأ).
4.كشف الأسرار، ج ۹، ص ۲۰۹.