189
البضاعة المزجاة المجلد الرابع

قال في القاموس: «الريث: الإبطاء، كالتريّث. واستراث: استبطأ».۱
وضبطه بعض الأفاضل بالباء الموحّدة. قال الفيروزآبادي: «الربث عن الحاجة: الحبس عنها، كالتربيث وارباث: احتبس. وأمرهم: ضعف، وأبطأ حتّى تفرّقوا».۲
وقوله: (ولست أريم) أي لا أبرح مكاني ولا أزول، يُقال: رامه يريمه رَيْماً: إذا برحه.
وقوله: (اشمأزّ) أي انقبض وكره.
وقوله: (وتخلّف رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله بقبا) أي بقي هناك بعد ذهاب أبي بكر، يُقال: خلّفت فلاناً ورائي فتخلّف عنّي، أي تأخّر.
وقوله: (بعد الهجرة بسنة) أي في السنة الثانية من الهجرة، وكان لها يومئذ تسع سنين، هذا موافق لما مرّ في الاُصول من أنّها - صلوات اللَّه عليها - ولدت بعد المبعث بخمس سنين.۳
وقال بعض العامّة: «كان سنّها يومئذٍ خمس عشرة سنة وخمسة أشهر ونصف».۴
وقوله: (على فطرة الإسلام) أي بعد بعثته صلى اللَّه عليه وآله.
وقوله: (فقال: بالمدينة) إلى قوله: (وفي العشاء الآخرة ركعتين).
قال بعض الفضلاء:
هكذا ذكره الصدوق أيضاً في الفقيه،۵ وهو صريح في أنّ ثالثة المغرب زيدت في المدينة، وهذا ينافي ما رواه الصدوق أيضاً في الفقيه مرسلاً عن الصادق عليه السلام: «أنّ النبيّ صلى اللَّه عليه وآله لمّا صلّى المغرب بلغه مولد فاطمة عليها السلام، فأضاف إليها ركعة شكراً للَّه عزّ وجلّ؛۶ فإنّها صريحة في أنّها زيدت بمكّة، وتخصيص الزيادة في مكّة به صلى اللَّه عليه وآله وإيجاب الأمر بها في المدينة وإن كان ممكناً لكن لم نقف فيه على قول من الأصحاب.۷(وأقرّ الفجر على ما فرض‏۸).
في بعض النسخ: «على ما فرضت».

1.القاموس المحيط، ج ۱، ص ۱۶۸ (ريث).

2.القاموس المحيط، ج ۱، ص ۱۶۷ (ربث).

3.الكافي، ج ۱، ص ۴۵۹، ح ۱۰.

4.نقله المحقّق المازندراني رحمة اللَّه عليه في شرحه، ج ۱۲، ص ۴۸۴ عن عياض.

5.الفقيه، ج ۱، ص ۴۵۶، ح ۱۳۱۹.

6.الفقيه، ج ۱، ص ۴۵۴، ح ۱۳۱۷.

7.شرح المازندراني، ج ۱۲، ص ۴۸۴ مع اختلاف يسير في اللفظ.

8.في المتن الذي ضبطه الشارح رحمة اللَّه عليه سابقاً: «فرضت».


البضاعة المزجاة المجلد الرابع
188

الشمس) أنّه دخل يوم الاثنين عند زوال الشمس.1(فنزل بقبا) .
قال الجوهري: «قُباء - ممدود - موضع بالحجاز، يذكّر ويؤنّث».2
قال الفيروزآبادي: «قباء - بالضم ويذكّر ويقصّر - : بلد بفرغانة».3(فأقام عندهم) أي عند أهل قبا.
(بضعة عشر يوماً) .
في القاموس:
البضع - بالكسر ويفتح - : ما بين الثلاث إلى التسع، أو إلى الخمس، أو ما بين الواحد إلى الأربعة، أو من أربع إلى تسع، أو هو سبع. والبضع: ما بين العقدين من واحد إلى عشرة، ومن أحد عشر إلى عشرين، ومع المذكّر بها، ومعها بغيرها.4
أقول: يفهم من نزوله صلى اللَّه عليه وآله بقبا يوم الاثنين كما مرّ، وممّا سيأتي من قوله: (تحوّل من قبا إلى بني سالم بن عوف وعليّ عليه السلام معه يوم الجمعة) أنّ مدّة إقامته صلى اللَّه عليه وآله بقبا سبعة عشر يوماً، مع احتمال كونها أحد عشر، فتدبّر.
وقيل: روى مسلم عن أنس بن مالك: أنّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله قدم المدينة، فنزل في علو المدينة في حيّ يُقال لهم بنو عمرو بن عوف، فأقام فيهم أربع عشرة ليلة5 ، فلمّا ذكره ابن إسحاق في سِيَره أنّه أقام فيهم أربعة أيّام: الاثنين والثلاثاء والأربعاء والخميس، وأسّس مسجدهم، ورحل عنهم يوم الجمعة، فأدركته الصلاة في بني سالم بن عوف، فصلّى بهم الجمعة، ليس بشي‏ء؛ لأنّه مخالف لما رواه العامّة والخاصّة.6
وقوله عليه السلام: (وضعت جِرانها) بكسر الجيم وتخفيف الرّاء مقدم عنق البعير من مذبحه إلى منحره، وجمعه: «جُرُن» بضمّتين.
وقوله: (وهم يستريثون إقبالك إليهم) بالياء المثنّاة التحتانيّة والثاء المثلّثة، أي يستبطؤونه.

1.قاله المحقّق المازندراني رحمة اللَّه عليه في شرحه، ج ۱۲، ص ۴۸۳ مع اختلاف في اللفظ.

2.الصحاح، ج ۶، ص ۲۴۵۹ (قبا).

3.القاموس المحيط، ج ۴، ص ۳۷۶ (قبو).

4.القاموس المحيط، ج ۳، ص ۵ (بضع).

5.صحيح مسلم، ج ۲، ص ۶۵.

6.قاله المحقّق المازندراني رحمة اللَّه عليه في شرحه، ج ۱۲، ص ۴۸۴.

  • نام منبع :
    البضاعة المزجاة المجلد الرابع
    سایر پدیدآورندگان :
    احمدی جلفایی، حمید ، فاضل البخشایشی، جواد
    تعداد جلد :
    4
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
تعداد بازدید : 72072
صفحه از 568
پرینت  ارسال به