19
البضاعة المزجاة المجلد الرابع

في بعض الأخبار أنّها قالت: «رأيت قصور الشامات كأنّها شعلة نار نوراً».۱(وسمعت هاتفاً في الجوّ).
الجوّ: الهواء، وما بين السماء والأرض.
(هذا واللَّه من يبيرهم).
الضمير لبني إسرائيل. والإبارة: الإهلاك.
(أما واللَّه ليسطونّ بكم).
في القاموس: «سطا عليه وبه سطواً وسطوة: صال، أو قهر بالبطش».۲(وكان أبو سفيان يقول: يسطو بمصره) كأنّه استفهام إنكاري؛ أي لا يسطو بأهل مصره وبلده وعشيرته؟!
وقيل: قاله على الهزء والإنكار؛ أي كيف يقدر أن يسطو بمصره؟!
ويحتمل أن يكون قال ذلك على سبيل الإذعان في ذلك الوقت، أو كان يقول ذلك بعد خبر الراهب.
وفيما رواه قطب الدِّين الراوندي في كتاب الخرائج: فكان أبو سفيان يقول: إنّما يسطو بمضر،۳ أي بقبيلة مضر، أو بها وبأضرابها من القبائل الخارجة عن مكّة.۴
ثمّ اعلم أنّه يفهم من ظاهر هذا الخبر أنّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله مختومٌ بخاتم النبوّة حين ولادته.
وقيل: في بعض روايات العامّة۵ دلالة واضحة على أنّه [لم‏] يولد به، بل حصل بعد شقّ الصدر.۶
وقيل: إنّما سمّيت تلك الشامة بخاتم النبوّة لأنّها إحدى العلامات التي يعرف بها علماء أهل الكتاب.۷

1.الأمالي للصدوق، ص ۳۳۷، المجلس ۴۵، ح ۳۹۲؛ مناقب آل أبي طالب، ج ۱، ص ۲۸.

2.القاموس المحيط، ج ۴، ص ۳۴۲ (سطو).

3.الخرائج والجرائح، ج ۱، ص ۷۱، ح ۱۲۹.

4.قاله العلّامة المجلسي رحمة اللَّه عليه في مرآة العقول، ج ۲۶، ص ۳۵۶ و ۳۵۷ مع التلخيص.

5.اُنظر: مسند أحمد، ج ۳، ص ۱۴۹ و ۲۸۸؛ صحيح مسلم، ج ۱، ص ۱۰۱؛ المستدرك للحاكم، ج ۲، ص ۵۲۸.

6.. قاله المحقّق المازندراني رحمة اللَّه عليه في شرحه، ج ۱۲، ص ۴۲۲ مع اختلاف في اللفظ.

7.قاله المحقّق المازندراني رحمة اللَّه عليه في شرحه، ج ۱۲، ص ۴۲۱ مع اختلاف في اللفظ.


البضاعة المزجاة المجلد الرابع
18

شَيَمَة، قُلبت الياء ألفاً. والظاهر أنّه أراد بها خاتم النبوّة، كما سيجي‏ء في أواخر الخبر.
والخزّ من الثياب معروف. والدكنة - بالضمّ - : لون يضرب إلى السواد، وقد دكن الثوب - كفرح - دكناً، وهو أدكن.
(قد أخطأكم واللَّه يا معشر قريش).
يمكن قراءة «أخطأ» بالخاء المعجمة، من الخطو، وهو المشي والتجاوز. أو من الخطأ، وهو ضدّ الصواب. يُقال: أخطأ فلان، أي سلك سبيل الخطأ.
والمستتر فيه راجع إلى أحمد، أو المولود يعني أنّه مضى عنكم، وانتقل إلى فلسطين؛ لأنّ الأمر كان مردّداً بين أن يكون فيكم أو فيهم، فلمّا قلتم: لم يولد فينا، ظهر أنّه ولد بفلسطين؛ لأنّه قد ولد الليلة البتّة.
وقيل: معناه: قد جاوزكم خبره، ولم يصل اليكم بعد. أو جاوزكم أمره، ولا محيص لكم منه.۱
ويمكن أن يقرأ بالحاء المهملة والظاء المعجمة من الحظوة - بالضمّ والكسر - وهي المكانة، والمنزلة الرفيعة، والحظّ من الرزق. يُقال: أحظيته على فلان: إذا فضّلته عليه؛ أي جعلكم ذوي فضل على الناس، واُولي منزلةٍ رفيعة عندهم.
(فقالت: إنّ ابني واللَّه لقد سقط).
يُقال: سقط الولد من بطن اُمّه سقوطاً: إذا خرج. ولا يُقال: وقع.
ثمّ بيّنت كيفيّة سقوطه وقالت: (وما سقط كما تسقط الصبيان) على النحو المعهود، بل سقوطه خارق للعادة، وهو أنّه (لقد اتّقى الأرض بيديه) أي وضع يديه على الأرض حين سقوطه اتّقاءً وحذراً من أذيّتها.
وفي بعض النسخ: «ألقى» بدل «اتّقى».
(حتّى نظرت إلى قصور بُصرى).
القصر من البناء معروف، والجمع: قصور.
وبُصرى - كحُبلى - : بلد بالشام، وقرية ببغداد قريب عكبراء. والمراد هنا الأوّل، كما روي

1.قاله العلّامة المجلسي رحمة اللَّه عليه في مرآة العقول، ج ۲۶، ص ۳۵۶ مع تفاوت يسير في اللفظ.

  • نام منبع :
    البضاعة المزجاة المجلد الرابع
    سایر پدیدآورندگان :
    احمدی جلفایی، حمید ، فاضل البخشایشی، جواد
    تعداد جلد :
    4
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
تعداد بازدید : 72168
صفحه از 568
پرینت  ارسال به