في بعض الأخبار أنّها قالت: «رأيت قصور الشامات كأنّها شعلة نار نوراً».۱(وسمعت هاتفاً في الجوّ).
الجوّ: الهواء، وما بين السماء والأرض.
(هذا واللَّه من يبيرهم).
الضمير لبني إسرائيل. والإبارة: الإهلاك.
(أما واللَّه ليسطونّ بكم).
في القاموس: «سطا عليه وبه سطواً وسطوة: صال، أو قهر بالبطش».۲(وكان أبو سفيان يقول: يسطو بمصره) كأنّه استفهام إنكاري؛ أي لا يسطو بأهل مصره وبلده وعشيرته؟!
وقيل: قاله على الهزء والإنكار؛ أي كيف يقدر أن يسطو بمصره؟!
ويحتمل أن يكون قال ذلك على سبيل الإذعان في ذلك الوقت، أو كان يقول ذلك بعد خبر الراهب.
وفيما رواه قطب الدِّين الراوندي في كتاب الخرائج: فكان أبو سفيان يقول: إنّما يسطو بمضر،۳ أي بقبيلة مضر، أو بها وبأضرابها من القبائل الخارجة عن مكّة.۴
ثمّ اعلم أنّه يفهم من ظاهر هذا الخبر أنّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله مختومٌ بخاتم النبوّة حين ولادته.
وقيل: في بعض روايات العامّة۵ دلالة واضحة على أنّه [لم] يولد به، بل حصل بعد شقّ الصدر.۶
وقيل: إنّما سمّيت تلك الشامة بخاتم النبوّة لأنّها إحدى العلامات التي يعرف بها علماء أهل الكتاب.۷
1.الأمالي للصدوق، ص ۳۳۷، المجلس ۴۵، ح ۳۹۲؛ مناقب آل أبي طالب، ج ۱، ص ۲۸.
2.القاموس المحيط، ج ۴، ص ۳۴۲ (سطو).
3.الخرائج والجرائح، ج ۱، ص ۷۱، ح ۱۲۹.
4.قاله العلّامة المجلسي رحمة اللَّه عليه في مرآة العقول، ج ۲۶، ص ۳۵۶ و ۳۵۷ مع التلخيص.
5.اُنظر: مسند أحمد، ج ۳، ص ۱۴۹ و ۲۸۸؛ صحيح مسلم، ج ۱، ص ۱۰۱؛ المستدرك للحاكم، ج ۲، ص ۵۲۸.
6.. قاله المحقّق المازندراني رحمة اللَّه عليه في شرحه، ج ۱۲، ص ۴۲۲ مع اختلاف في اللفظ.
7.قاله المحقّق المازندراني رحمة اللَّه عليه في شرحه، ج ۱۲، ص ۴۲۱ مع اختلاف في اللفظ.