فَإِذَا أَنَا مِتُّ ، فَادْفِنُونِي ؛ فَإِنَّهُ۱ سَتَجِيءُ عَانَةٌ مِنْ حُمُرٍ يَقْدُمُهَا عَيْرٌ أَبْتَرُ حَتّى يَقِفَ عَلى قَبْرِي ، فَانْبُشُونِي وَسَلُونِي عَمَّا شِئْتُمْ .
فَلَمَّا مَاتَ دَفَنُوهُ ، وَكَانَ ذلِكَ الْيَوْمُ إِذْ جَاءَتِ الْعَانَةُ اجْتَمَعُوا ، وَجَاؤُوا يُرِيدُونَ نَبْشَهُ ، فَقَالُوا : مَا آمَنْتُمْ بِهِ فِي حَيَاتِهِ ، فَكَيْفَ تُؤْمِنُونَ بِهِ بَعْدَ مَوْتِهِ۲ ؟ وَلَئِنْ نَبَشْتُمُوهُ لَيَكُونَنَّ سُبَّةً عَلَيْكُمْ ، فَاتْرُكُوهُ ، فَتَرَكُوهُ» .
شرح
السند مجهول.
قوله: (فرحّب بها) أي قال لها: مرحباً.
قيل: فيه دلالة على جواز أن يقول الرجل للمرأة: مرحباً،۳ ولعلّه مقيّد بكونها مسنّة، أو إذا كان الرجل صالحاً مأموناً كما نقل إنّها أتت النبيّ في كبر السّن، وعلى جواز قعودها مع الرجال إذا لم يكونوا من أهل ريبة، وعلى استحباب تعظيم شخص لأجل شرافة الآباء والأجداد.
وقوله: (ابنة نبيّ) خبر مبتدأ محذوف، أي هذه ابنة نبيّ.
وجملة (ضيّعه قومه) صفة نبي، وقوله: (خالد بن سنان) عطف بيان له.
وقوله: (دعاهم فأبوا) إلى آخره، بيان للتضييع، وذكروا أنّ خالد بن سنان كان في الفترة في أيّام سلطنة أنوشيروان من ملوك العجم، واختلف في نبوّته، وهذا الخبر يدلّ على أنّه كان نبيّاً، والمشهور أنّ نسبه ينتهي إلى عدنان من أجداد رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله.
(وكانت نار يُقال لها: نار الحدثان).
في القاموس: «حِدثان الأمر - بالكسر - : أوّله وابتداؤه».۴
وقال السيوطي في شرح شواهد المغني ناقلاً عن العسكري في ذكر أقسام النّار:
نار الحرّتين كانت في بلاد عَبس تخرج من الأرض، فتؤذّي مَن مرّ بها، وهي التي
1.في الطبعة القديمة وبعض نسخ الكافي: «فإنّها».
2.في بعض نسخ الكافي: «وفاته».
3.قاله المحقّق المازندراني رحمة اللَّه عليه في شرحه، ج ۱۲، ص ۴۸۶.
4.القاموس المحيط، ج ۱، ص ۱۶۴ (حدث).