في حقّي الإحراق؟! أو عطف على اسم «أنّ» فهو داخل تحت توبيخهم بما زعموا أنّ النار تحرقه، أو توجب مشقّته، وتؤثّر فيه ولو بعرق الجبين.
(فإنّه سيجي عانة من حُمُر يقدمها عير أبتر).
في القاموس: «العانة: الأتان، والقطيع من حُمُر الوحش. الجمع: عون، بالضمّ».۱
وحُمُر - بالضمّتين - حمار، ويطلق على الإنسي والوحشي.
والعَيْر - بالفتح - : الحمار، وغلّب على الوحشي.
والأبتر: المقطوع الذنب.
وقوله: (فانبشوني) من النبش، وهو إبراز المستور، وكشف الشيء عن الشيء، وفعله كنصر.
وقوله: (ليكون۲سبّة عليكم) بفتح اللّام.
وقال الجوهري: «يُقال: صار هذا الأمر سُبّة عليه - بالضمّ - أي عاراً يُسَبّ به. ورجلٌ سُبَّة: أي يسبّه الناس»۳ انتهى. أي هذا عار عليكم أن تحبّوه ولا تؤمنوا به، أو هو يسبّكم بترك الإيمان والكفر، أو يكون هذا النبش عاراً لكم عند العرب فيقولون: نبشوا قبر نبيّهم. ويؤيّد الأخير ما ذكره ابن الأثير قال: «فأرادوا نبشه، فكره ذلك بعضهم وقالوا: نخاف إن نبشناه أن تسبّنا العرب بأنّا نبشنا ميّتاً لنا، فتركوه».۴
متن الحديث الأربعين والخمسمائة
۰.عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسى ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُمَرَ الْيَمَانِيِّ ، عَنْ سُلَيْمِ بْنِ قَيْسٍ الْهِلَالِيِّ ، قَالَ :
سَمِعْتُ سَلْمَانَ الْفَارِسِيَّ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - يَقُولُ : لَمَّا قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله ، وَصَنَعَ النَّاسُ مَا صَنَعُوا ، وَخَاصَمَ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَأَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ الْأَنْصَارَ ، فَخَصَمُوهُمْ بِحُجَّةِ عَلِيٍّ عليه السلام قَالُوا : يَا مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ ، قُرَيْشٌ أَحَقُّ بِالْأَمْرِ مِنْكُمْ ؛ لِأَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله مِنْ قُرَيْشٍ ، وَالْمُهَاجِرِينَ مِنْهُمْ ، إِنَّ اللَّهَ - عَزَّ ذِكْرُهُ - بَدَأَ بِهِمْ فِي كِتَابِهِ وَفَضَّلَهُمْ ، وَقَدْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله :«الْأَئِمَّةُ مِنْ قُرَيْشٍ» .