ثمّ أخرج صرّة من حريرة خضراء، ففتحها، فإذا فيها كالذريرة البيضاء، فحشاه، ثمّ ردّه إلى ما كان، ومسح على بطنه فاستنطقه فنطق، فلم أفهم ما قال، إلّا أنّه قال: في أمان اللَّه وحفظه وكلأته، قد حشوت قلبك إيماناً وعلماً وحلماً ويقيناً وعقلاً وشجاعةً، أنت خير البشر، طوبى لمَن اتّبعك، وويلٌ لمَن تخلّف عنك.
ثمّ أخرج صرّةً اُخرى من حريرة بيضاء، ففتحها، فإذا فيها خاتم، فضرب على كتفيه، ثمّ قال: أمرني ربّي أن أنفخ فيك من روح القدس، فنفخ فيه وألبسه قميصاً، وقال: هذا أمانك من آفات الدُّنيا. فهذا ما رأيت يا عبّاس بعيني. قال العبّاس: وأنا يومئذٍ أقرأ، فكشفت عن ثوبه، فإذا خاتم النبوّة بين كتفيه، فلم أزَل أكتم شأنه، وأنسيت الحديث، فلم أذكره إلى يوم إسلامي حتّى ذكّرني رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله.۱
متن الحديث التاسع والخمسين والأربعمائة
۰.حُمَيْدُ بْنُ زِيَادٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَيُّوبَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ أَسْبَاطِ بْنِ سَالِمٍ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام ، قَالَ :«كَانَ حَيْثُ طُلِقَتْ آمِنَةُ بِنْتُ وَهْبٍ وَأَخَذَهَا الْمَخَاضُ بِالنَّبِيِّ صلى اللَّه عليه وآله حَضَرَتْهَا فَاطِمَةُ بِنْتُ أَسَدٍ امْرَأَةُ أَبِي طَالِبٍ ، فَلَمْ تَزَلْ مَعَهَا حَتّى وَضَعَتْ ، فَقَالَتْ إِحْدَاهُمَا لِلْأُخْرى : هَلْ تَرَيْنَ مَا أَرى؟ فَقَالَتْ : وَمَا تَرَيْنَ؟ قَالَتْ : هذَا النُّورَ الَّذِي قَدْ سَطَعَ مَا بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ ، فَبَيْنَمَا۲ هُمَا كَذلِكَ إِذْ دَخَلَ عَلَيْهِمَا أَبُو طَالِبٍ ، فَقَالَ لَهُمَا : مَا لَكُمَا؟ مِنْ أَيِّ شَيْءٍ تَعْجَبَانِ؟ فَأَخْبَرَتْهُ فَاطِمَةُ بِالنُّورِ الَّذِي قَدْ۳ رَأَتْ ، فَقَالَ لَهَا أَبُو طَالِبٍ : أَ لَا أُبَشِّرُكِ؟ فَقَالَتْ : بَلى ، فَقَالَ : أَمَا إِنَّكِ سَتَلِدِينَ غُلَاماً يَكُونُ وَصِيَّ هذَا الْمَوْلُودِ» .
شرح
السند مجهول.
قوله: (حيث طلقت آمنة بنت وهب) بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب.
الطلق والمخاض: وجع الولادة، يُقال: طلِقَت الحامل على ما لم يسمّ فاعله تُطلق طلقاً،