211
البضاعة المزجاة المجلد الرابع

شرح‏

السند ضعيف على الظاهر.
قوله: (واُمورهم).
قيل: أي استشارك أحد منهم، أو عَرَض له أمر وأنت تعلم، فاستشر في أمره غيرك، ثمّ أعلمه ذلك.۱
وقيل: أي اكثر استشارتك إيّاهم بحملهم على المشاورة أو بالفكر لو استشاروك، أو المراد الاستخارة؛ فإنّها استشارة من اللَّه تعالى، وقد وردت بهذا اللّفظ في الأخبار.۲
قوله عليه السلام: (لا تعزم حتّى تثبّت وتنظر).
يُقال: عزمت على كذا - كضربت - : إذا أردت فعله وقطعت عليه. وتثبت في الأمر: إذا تأنّى فيه. ويحتمل أن يكون «تنظّر» من النظر وهو التأمّل، أو من التنظّر وهو التأنّي.
وقوله: (من لم يمحض النصيحة) من الإمحاض، أو التمحيض.
قال الفيروزآبادي: «أمحضه الودّ: أخلصه، كمحّضه».۳(سلبه اللَّه - تبارك وتعالى - رأيه، ونزع عنه الأمانة).
[الأمانة:] الرأي، والاعتقاد، والتدبير. والأمانة: ضدّ الخيانة، أو الثقة، أو الفرائض المفروضة، أو النيّة التي يعتقدها ممّا يظهره باللسان من الإيمان وتأدية جميع الفرائض في الظاهر.
وقيل: الأمانة: الدِّين، والولاية، والطاعة.۴ ولعلّ المراد بها هنا كونه من أهل الرأي والمشورة ثقة ومعتمداً فيهما.
(واسمع لمن هو أكبر منك سنّاً).
قيل: أي اصغ لقوله، أو أجب ما يقول؛ تعظيماً له، أو لكونه من أهل التجربة.۵

1.قاله العلّامة المجلسي رحمة اللَّه عليه في مرآة العقول، ج ۲۶، ص ۵۱۱.

2.نقله العلّامة المجلسي رحمة اللَّه عليه في مرآة العقول، ج ۲۶، ص ۵۱۱ عن والده.

3.القاموس المحيط، ج ۲، ص ۳۴۴ (محض).

4.قاله المحقّق المازندراني رحمة اللَّه عليه في شرحه، ج ۱۲، ص ۴۹۴ مع التلخيص.


البضاعة المزجاة المجلد الرابع
210

أَمْرِكَ وَأُمُورِهِمْ ، وَأَكْثِرِ التَّبَسُّمَ فِي وُجُوهِهِمْ ، وَكُنْ كَرِيماً عَلى‏ زَادِكَ ، وَإِذَا دَعَوْكَ فَأَجِبْهُمْ ، وَإِذَا اسْتَعَانُوا بِكَ فَأَعِنْهُمْ وَاغْلِبْهُمْ بِثَلَاثٍ : بِطُولِ الصَّمْتِ ، وَكَثْرَةِ الصَّلَاةِ ، وَسَخَاءِ النَّفْسِ بِمَا مَعَكَ مِنْ دَابَّةٍ أَوْ مَالٍ أَوْ زَادٍ ، وَإِذَا اسْتَشْهَدُوكَ عَلَى الْحَقِّ فَاشْهَدْ لَهُمْ ، وَاجْهَدْ رَأْيَكَ لَهُمْ إِذَا اسْتَشَارُوكَ ، ثُمَّ لَا تَعْزِمْ حَتّى‏ تَثَبَّتَ وَتَنْظُرَ ، وَلَا تُجِبْ فِي مَشُورَةٍ حَتّى‏ تَقُومَ فِيهَا وَتَقْعُدَ وَتَنَامَ وَتَأْكُلَ وَتُصَلِّيَ وَأَنْتَ مُسْتَعْمِلٌ فِكْرَكَ وَحِكْمَتَكَ فِي مَشُورَتِهِ ؛ فَإِنَّ مَنْ لَمْ يُمْحِضِ النَّصِيحَةَ لِمَنِ اسْتَشَارَهُ ، سَلَبَهُ اللَّهُ - تَبَارَكَ وَتَعَالى‏ - رَأْيَهُ ، وَنَزَعَ عَنْهُ الْأَمَانَةَ ، وَإِذَا رَأَيْتَ أَصْحَابَكَ يَمْشُونَ فَامْشِ مَعَهُمْ ، وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ يَعْمَلُونَ فَاعْمَلْ مَعَهُمْ ، وَإِذَا تَصَدَّقُوا وَأَعْطَوْا قَرْضاً فَأَعْطِ مَعَهُمْ، وَاسْمَعْ لِمَنْ هُوَ أَكْبَرُ مِنْكَ سِنّاً ، وَإِذَا أَمَرُوكَ بِأَمْرٍ وَسَأَلُوكَ، فَقُلْ : نَعَمْ ، وَلَا تَقُلْ : لَا ؛ فَإِنَّ «لَا» عِيٌّ وَلُؤْمٌ .
وَإِذَا تَحَيَّرْتُمْ فِي طَرِيقِكُمْ فَانْزِلُوا ، وَإِذَا شَكَكْتُمْ فِي الْقَصْدِ فَقِفُوا وَتَآمَرُوا ، وَإِذَا رَأَيْتُمْ شَخْصاً وَاحِداً فَلَا تَسْأَلُوهُ عَنْ طَرِيقِكُمْ وَلَا تَسْتَرْشِدُوهُ ؛ فَإِنَّ الشَّخْصَ الْوَاحِدَ فِي الْفَلَاةِ مُرِيبٌ لَعَلَّهُ أَنْ يَكُونَ عَيْناً لِلُّصُوصِ ، أَوْ يَكُونَ هُوَ الشَّيْطَانَ الَّذِي حَيَّرَكُمْ ، وَاحْذَرُوا الشَّخْصَيْنِ أَيْضاً إِلَّا أَنْ تَرَوْا مَا لَا أَرى‏ ؛ فَإِنَّ الْعَاقِلَ إِذَا أَبْصَرَ بِعَيْنِهِ شَيْئاً عَرَفَ الْحَقَّ مِنْهُ ، وَالشَّاهِدُ يَرى‏ مَا لَا يَرَى الْغَائِبُ .
يَا بُنَيَّ ، وَإِذَا۱ جَاءَ وَقْتُ الصَّلَاةِ فَلَا تُؤَخِّرْهَا لِشَيْ‏ءٍ ، وَصَلِّهَا وَاسْتَرِحْ مِنْهَا ، فَإِنَّهَا دَيْنٌ ، وَصَلِّ فِي جَمَاعَةٍ وَلَوْ عَلى‏ رَأْسِ زُجٍّ ، وَلَا تَنَامَنَّ عَلى‏ دَابَّتِكَ ؛ فَإِنَّ ذلِكَ سَرِيعٌ فِي دَبَرِهَا ، وَلَيْسَ ذلِكَ مِنْ فِعْلِ الْحُكَمَاءِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ فِي مَحْمِلٍ يُمْكِنُكَ التَّمَدُّدُ لِاسْتِرْخَاءِ الْمَفَاصِلِ ، وَإِذَا قَرُبْتَ مِنَ الْمَنْزِلِ فَانْزِلْ عَنْ دَابَّتِكَ ، وَابْدَأْ بِعَلْفِهَا قَبْلَ نَفْسِكَ ، وَإِذَا أَرَدْتَ النُّزُولَ فَعَلَيْكَ مِنْ بِقَاعِ الْأَرْضِ بِأَحْسَنِهَا لَوْناً ، وَأَلْيَنِهَا تُرْبَةً ، وَأَكْثَرِهَا عُشْباً ، وَإِذَا نَزَلْتَ فَصَلِّ رَكْعَتَيْنِ قَبْلَ أَنْ تَجْلِسَ ، وَ إِذَا أَرَدْتَ قَضَاءَ حَاجَةٍ فَأَبْعِدِ الْمَذْهَبَ فِي الْأَرْضِ ، وَإِذَا ارْتَحَلْتَ فَصَلِّ رَكْعَتَيْنِ ، وَوَدِّعِ الْأَرْضَ الَّتِي حَلَلْتَ بِهَا ، وَسَلِّمْ عَلَيْهَا وَعَلى‏ أَهْلِهَا ؛ فَإِنَّ لِكُلِّ بُقْعَةٍ أَهْلًا مِنَ الْمَلَائِكَةِ ، وَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ لَا تَأْكُلَ طَعَاماً حَتّى‏ تَبْدَأَ فَتَتَصَدَّقَ‏۲ مِنْهُ فَافْعَلْ .
وَعَلَيْكَ بِقِرَاءَةِ كِتَابِ اللَّهِ - عَزَّ وَجَلَّ - مَا دُمْتَ رَاكِباً ، وَعَلَيْكَ بِالتَّسْبِيحِ مَا دُمْتَ عَامِلًا، وَعَلَيْكَ بِالدُّعَاءِ مَا دُمْتَ خَالِياً، وَإِيَّاكَ وَالسَّيْرَ مِنْ أَوَّلِ اللَّيْلِ، وَعَلَيْكَ بِالتَّعْرِيسِ وَالدَّلْجَةِ مِنْ لَدُنْ نِصْفِ اللَّيْلِ إِلى‏ آخِرِهِ ، وَإِيَّاكَ وَرَفْعَ الصَّوْتِ فِي مَسِيرِكَ».

1.في كثير من نسخ الكافي: «فإذا».

2.في أكثر نسخ الكافي والوافي: «فتصدّق».

  • نام منبع :
    البضاعة المزجاة المجلد الرابع
    سایر پدیدآورندگان :
    احمدی جلفایی، حمید ، فاضل البخشایشی، جواد
    تعداد جلد :
    4
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
تعداد بازدید : 72134
صفحه از 568
پرینت  ارسال به