(إلّا أن تكون في محمل يمكنك التمدّد لاسترخاء المفاصل).
المحمِل - كمجلس - : المعتمد، وواحد محامل الحاجّ. والتمدّد: التمطّي. واسترخاء المفاصل: استرسالها ووهنها من الكسل والتعب.
وقوله: (فأبعد المذهب).
قال الفيروزآبادي: «ذهب - كمنع - ذهاباً وذهوباً ومذهباً: سار، أو مرّ. والمذهب: المتوضّأ».۱
وقوله: (ما دمت عاملاً) أي مشغولاً بعمل بعد النزول، أو مطلقاً، كوضع الرِّحال، وضرب الخيام، ونحوهما.
وقوله: (ما دمت خالياً) أي فارغاً من العمل، وكنت في الخلوة. يُقال: خلا المكان خلاء وخُلُوّاً وخَلْواً: إذا فرغ من شاغل. وخلا: وقع في موضع خال لا يزاحم فيه.
وقوله: (عليك بالتعريس).
قال في النهاية: «التعريس: نزول المسافر آخر الليل نزلة للنوم والاستراحة».۲
وقيل: هو النزول أيّ وقت كان من ليل أو نهار.
وقيل: لا يبعد أن يُراد بالتعريس هنا النزول أوّل الليل.۳(والدّلجة من لدن نصف الليل إلى آخره).
أراد بالدلجة سير الليل، وقيّده يكون السير في نصفه الآخر؛ لأنّه مكروه في أوّله، كما مرّ.
قال في النهاية:
فيه: عليكم بالدّلجة. هو سير الليل. يُقال: أدلج - بالتخفيف - : إذا سار من أوّل الليل. وادّلج - بالتشديد - : إذا سار من آخره، والاسم منهما الدُّلجة والدَلجة - بالضمّ والفتح - ومنهم من يجعل الادّلاج لليل كلّه، وكأنّه المراد في الحديث؛ لأنّه عقّبه بقوله: «فإنّ الأرض تطوى بالليل» ولم يفرّق بين أوّله وآخره، وأنشدوا لعليّ عليه السلام:
اصبر على السّير والادّلاج في السّحروفي الرّواح على الحاجات والبُكَر
فجعل الادّلاج في السّحر،۴ انتهى.
1.القاموس المحيط، ج ۱، ص ۶۹ (ذهب) مع التلخيص.
2.النهاية، ج ۳، ص ۲۰۷ (عرس).
3.نقله المحقّق المازندراني رحمة اللَّه عليه في شرحه، ج ۱۲، ص ۴۹۵ عن أبي زيد.
4.النهاية، ج ۲، ص ۱۲۹ (دلج) مع التلخيص.