(حاسب فيحسُب) بضمّ السين، أي يعدّ.
(هذا) أي أحد الحاسبين.
(لصاحبه بالظفر) فيحكم بقواعده الحسابيّة أنّه يظفر على الآخر.
(ويحسب هذا) أي الحاسب الآخر.
(لصاحبه بالظفر) أيضاً.
(ثمّ يلتقيان) للمحاربة.
(فيهزم أحدهما الآخر).
يُقال: هزم فلان العدوّ - كضرب - أي كسرهم وفلّهم، والاسم: الهزيمة.
(فأين كانت النجوم؟) قيل: هذا بيان لخطأ المنجّمين؛ فإنّ كلّ يحكم لمن يريد ظفره بالظفر، ويزعم أنّ السّعد الذي رآه يتعلّق به، وهذا لعدم إحاطتهم بارتباط النجوم بالأشخاص.۱
ولعلّ المراد بقوله عليه السلام: (إلّا من علم مواليد الخلق كلّهم) أنّ من أحاط بعلم النجوم يعلم مواليد الخلق، ولمّا يعلم المنجّمون المواليد كلاًّ علم أنّهم لا يحيطون به علماً.
أو المراد أنّه يشترط في الإحاطة به العلم بجميع المواليد وارتباط النجوم بها، ولا يتيسّر ذلك إلّا للأنبياء والأئمّة عليهم السلام.
وعلى التقديرين يدلّ على أنّ أصل هذا العلم وإن كان حقّاً لكن لا يجوز النظر فيه واستنباط الأحكام منه لغير أصحاب الوحي ومَن يحذو حذوهم، ويمكن أن يُراد بالعلم بمواليد الخلق العلم بكيفيّة تأثيرات الأجرام العلويّة والأوضاع الفلكيّة بتقدير العزيز العليم في حدوث الحوادث اليوميّة والمواليد العنصريّة في الأوقات المعيّنة بكيفيّات مخصوصة، وفي ترتّب الآثار والخواصّ الفائضة إليهما من المبدأ، ونسبة بعضها إلى بعض، وكيفيّة التيامها وافتراقها، ومدّة بقائها ووقت فنائها، إلى غير ذلك ممّا لا يمكن الاطّلاع على تفاصيلها كما ينبغي، إلّا لعالم الغيب، أو من يظهره عليه ممّن ارتضى من رسولٍ أو من يسلك به رشداً.