عُتَقَاءَ ، وَنُحْدِثْ لَهُ تَوَاضُعاً فِي أَنْفُسِنَا ، وَ نَخْشَعْ فِي جَمِيعِ أُمُورِنَا ، وَإِنْ يَمْضِ بِكَ إِلَى الْجِنَانِ ، وَيُجْرِي عَلَيْكَ حَتْمَ سَبِيلِهِ ، فَغَيْرُ مُتَّهَمٍ فِيكَ قَضَاؤُهُ ، وَلَا مَدْفُوعٍ عَنْكَ بَلَاؤُهُ ، وَلَا مُخْتَلِفَةٍ مَعَ ذلِكَ قُلُوبُنَا بِأَنَّ اخْتِيَارَهُ لَكَ مَا عِنْدَهُ عَلى مَا كُنْتَ فِيهِ ، وَلكِنَّا نَبْكِي مِنْ غَيْرِ إِثْمٍ لِعِزِّ هذَا السُّلْطَانِ أَنْ يَعُودَ ذَلِيلًا ، وَلِلدِّينِ وَالدُّنْيَا أَكِيلًا ، فَلَا نَرى لَكَ خَلَفاً نَشْكُو إِلَيْهِ ، وَلَا نَظِيراً نَأْمُلُهُ وَلَا نُقِيمُهُ» .
شرح
السند ضعيف؛ لكون عبد اللَّه بن الحارث مذموماً على رواية، وفيها كلام.
قوله: (خطبة لأمير المؤمنين عليه السلام) يذكر فيها الحقّ الذي به يتحقّق نظام الدِّين والدّنيا وكمال النفس ونجاة الأخرويّة بوجه كلّي، والسند ضعيف.
وقيل: أحمد بن محمّد معطوف على عليّ بن الحسن وهو العاصمي، والتيمي هو ابن فضّال، وقلَّ من تفطّن لذلك.۱
وقوله: (خطب أمير المؤمنين عليه السلام الناس بصفّين).
قيل: كانت هذه بعد رجوع جمّ غفير من عسكره عن بيعته.۲
قال الفيروزآبادي:
صفّين - كسجّين - : موضع قرب الرّقة بشاطئ الفرات، كانت به الوقعة العظمى بين عليّ ومعاوية غرّة صفر سنة 37، فمن ثمّ احترز الناس السفر في صفر.۳
وقوله: (فقد جعل اللَّه تعالى لي عليكم حقّاً بولاية أمركم).
الباء للسببيّة، يُقال: ولّى الوالي البلد وفلان البيع ولاية - بالفتح والكسر - : إذا تولّاه، وقام به.
وقيل: الولاية - بالفتح - : مصدر، وبالكسر: الإمارة، والسلطان.۴ ولعلّ المراد أنّ اللَّه تعالى جعل لي عليكم حقّ الطاعة؛ لأنّه سبحانه جعلني والياً عليكم متولّياً لاُموركم.
(ومنزلتي التي أنزلني اللَّه - عزّ ذكره - بها) أي بتلك المنزلة (منكم).
الباء بمعنى «في»، وكلمة «من» بمعنى عند، أو مرادفة «في»، والمنزلة: المرتبة، والدرجة،