237
البضاعة المزجاة المجلد الرابع

ثمّ أشار إلى مفاسد ترك الحقّين بقوله: (وإذا غلبت الرعيّة واليهم) أي قهرته بالمنازعة والمخالفة وترك الطاعة.
(وعلا الوالي الرعيّة) أي استطال عليهم، وركبهم، وتجبّر بهم، ولم يراع حقوقهم.
وفي النهج: «وأجحف الوالي برعيّته».۱ الإجحاف - بتقديم المعجمة - : المبالغة في النقصان.
(اختلفت هنالك الكلمة) أي كلمات الناس وأقوالهم، أو آراؤهم، أو كلاهما، وهو يستلزم انحرافهم عن المنهج القويم.
(وظهرت مطالع الجور).
لعلّ المراد مصادره. وقيل: معالمه وآثاره، ومواضع استقراره من كلّ جانب.۲
وفي بعض النسخ: «مطامع الجور». وفي النهج: «معالم الجور».۳(وكثر الإذعار في الدِّين) أي في أهله؛ لاختلاف الأهواء والآراء، وافتراقها عن رأي الوالي، وأخذ كلّ من الرعيّة فيما يشتهيه.
والاذعار - بكسر الهمزة - مصدر، وبفتحها جمع ذعر بالضمّ كطهر وأطهار، أو بالتحريك كبطل وإبطال، أو بضمّ الفاء وفتح العين كرطب وأرطاب.
قال الفيروزآبادي: «الذّعر - بالضمّ - : الخوف. وبالفتح: التخويف، كالإذعار. وبالتحريك: الدهش. وكصرد: الأمر المخوف».۴
وفي كثير من النسخ: «الإدغال» وهو موافق لنسخ النهج.
قال الجوهري: «الدَغَل - بالتحريك - : الفساد. يقال: أدغل في الأمر: إذا اُدخل فيه ما يخالفه ويفسده. والدواغل: الدواهي».۵
وفي بعض النسخ: «الأوغار».
وقال الفيروزآبادي: «الوغر - ويحرّك - : الحقد، والضغن، والعداوة، والتوقّد من الغيظ. وقد وغر صدره، كوعد ووجل».۶

1.نهج البلاغة، ج ۲، ص ۱۹۹، الخطبة ۲۱۶.

2.قاله المحقّق المازندراني رحمة اللَّه عليه في شرحه، ج ۱۲، ص ۵۰۷.

3.القاموس المحيط، ج ۲، ص ۳۴ (ذعر) مع التلخيص.

4.الصحاح، ج ۴، ص ۱۶۹۷ (دغل) مع التلخيص.

5.القاموس المحيط، ج ۲، ص ۱۵۵ (وغر).


البضاعة المزجاة المجلد الرابع
236

قال الفيروزآبادي:
الذلّ - بالضمّ والكسر - : ضدّ الصعوبة. وذلّ الطريق - بالكسر - : محجّته، والرفق والرحمة، ويضمّ، واُمور اللَّه جارية إذلالها وعلى إذلالها، أي مجاريها، جمع ذلّ، بالكسر. ودَعْه على إذلاله: على حاله، بلا واحد. وجاء على إذلاله، أي وجهه.۱
وقال: «السنّة - بالضمّ - : الوجه، والسيرة، والطبيعة. ومن اللَّه: حكمه، وأمره، ونهيه. وسنن الطريق - مثلّثة وبضمّتين - : نهجه، وجهته».۲
وفي بعض النسخ: «على إدلالها» بالدال المهملة. قال في النهاية: «فيه يمشي على الصراط مُدِّلاً، أي منبسطاً لا خوف عليه، وهو من الادّلال».۳
أقول: يحتمل كونه بفتح الهمزة جمع دلّ - بالضمّ - وهو الغنج.
(وصلح بذلك) أي بأداء الحقّين.
(الزمان) بفقد الجور فيه وارتفاعه عنه.
(وطاب بها) أي بالاُمور المذكورة، أو بتأدية الحقّين. وفي بعض النسخ: «به» وهو أظهر.
(العيش)؛ لزوال البركة، وتحقّق الالتيام والاُلفة.
(وطمع) على البناء للمفعول، وقوله: (في بقاء الدولة) قائم مقام فاعله.
وقيل: يحتمل كونه على البناء للفاعل، والمستتر فيه راجع إلى المطامع، أو إلى كلّ أحد بقرينة المقام.
والدولة - بالفتح وقد يضمّ - : ما يتداول من المال فيكون لقوم دون قوم، أو الضمّ فيه والفتح الغلبة في الحرب، أو هما سواء فيهما، أو الضمّ في الآخرة والفتح في الدُّنيا.
(يئست مطامع الأعداء).
في القاموس: «مطمع - كمقعد - : ما يطمع فيه، وبهاء: ما طمعت [من أجله‏]».۴
قيل: اليأس حقيقة للأعداء إلّا أنّه نسب إلى مطامعهم مجازاً للمبالغة في تحقّقه.۵

1.القاموس المحيط، ج ۳، ص ۳۷۹ (ذلل) مع التلخيص واختلاف يسير في اللفظ.

2.القاموس المحيط، ج ۴، ص ۲۳۷ (سنن) مع التلخيص.

3.النهاية، ج ۲، ص ۱۳۱ (دلل).

4.القاموس المحيط، ج ۳، ص ۶۰ (طمع) مع التلخيص.

5.قاله المحقّق المازندراني رحمة اللَّه عليه في شرحه، ج ۱۲، ص ۵۰۶.

  • نام منبع :
    البضاعة المزجاة المجلد الرابع
    سایر پدیدآورندگان :
    احمدی جلفایی، حمید ، فاضل البخشایشی، جواد
    تعداد جلد :
    4
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
تعداد بازدید : 94120
صفحه از 568
پرینت  ارسال به