ثمّ أشار إلى مفاسد ترك الحقّين بقوله: (وإذا غلبت الرعيّة واليهم) أي قهرته بالمنازعة والمخالفة وترك الطاعة.
(وعلا الوالي الرعيّة) أي استطال عليهم، وركبهم، وتجبّر بهم، ولم يراع حقوقهم.
وفي النهج: «وأجحف الوالي برعيّته».۱ الإجحاف - بتقديم المعجمة - : المبالغة في النقصان.
(اختلفت هنالك الكلمة) أي كلمات الناس وأقوالهم، أو آراؤهم، أو كلاهما، وهو يستلزم انحرافهم عن المنهج القويم.
(وظهرت مطالع الجور).
لعلّ المراد مصادره. وقيل: معالمه وآثاره، ومواضع استقراره من كلّ جانب.۲
وفي بعض النسخ: «مطامع الجور». وفي النهج: «معالم الجور».۳(وكثر الإذعار في الدِّين) أي في أهله؛ لاختلاف الأهواء والآراء، وافتراقها عن رأي الوالي، وأخذ كلّ من الرعيّة فيما يشتهيه.
والاذعار - بكسر الهمزة - مصدر، وبفتحها جمع ذعر بالضمّ كطهر وأطهار، أو بالتحريك كبطل وإبطال، أو بضمّ الفاء وفتح العين كرطب وأرطاب.
قال الفيروزآبادي: «الذّعر - بالضمّ - : الخوف. وبالفتح: التخويف، كالإذعار. وبالتحريك: الدهش. وكصرد: الأمر المخوف».۴
وفي كثير من النسخ: «الإدغال» وهو موافق لنسخ النهج.
قال الجوهري: «الدَغَل - بالتحريك - : الفساد. يقال: أدغل في الأمر: إذا اُدخل فيه ما يخالفه ويفسده. والدواغل: الدواهي».۵
وفي بعض النسخ: «الأوغار».
وقال الفيروزآبادي: «الوغر - ويحرّك - : الحقد، والضغن، والعداوة، والتوقّد من الغيظ. وقد وغر صدره، كوعد ووجل».۶
1.نهج البلاغة، ج ۲، ص ۱۹۹، الخطبة ۲۱۶.
2.قاله المحقّق المازندراني رحمة اللَّه عليه في شرحه، ج ۱۲، ص ۵۰۷.
3.القاموس المحيط، ج ۲، ص ۳۴ (ذعر) مع التلخيص.
4.الصحاح، ج ۴، ص ۱۶۹۷ (دغل) مع التلخيص.
5.القاموس المحيط، ج ۲، ص ۱۵۵ (وغر).