وفي نهج البلاغة: «ولا لعظيم باطل فُعل».۱(فهنالك تذلّ الأبرار).
الذلّة: الحقّ المعطّل الذي هم أهله وكان عزّهم بعزّه.
(وتعُزّ) بضمّ العين وكسرها.
(الأشرار)؛ لعزّة الباطل الذي هم عليه.
(وتخرب) بفتح الراء.
(البلاد)؛ لشيوع الفتن والجور فيها.
(وتعظيم تبعات اللَّه - عزّ وجلّ - عند العباد).
قيل: هي المعاصي. وقيل: ما يتبع أعمال العباد من العقاب وسوء العاقبة.۲
وقيل: التبعة كفرجة، والتباعة - ككتابة - اسم للشيء الذي لك بغيته، شبه ظلامة ونحوها.۳(فهلمّ أيّها الناس).
قيل: الفاء للتفريع، أي إذا عرفتم ما ذكر من فوائد أداء الحقوق ومفاسد تركها فهلمّ.۴
قال الجوهري:
هلمّ يا رجل - بفتح الميم - بمعنى تعال. قال الخليل: أصله لم، من قولهم: لمَّ اللَّه شعثه، أي جمعه، كأنّه أراد: لمّ نفسك إلينا، أي اقرب، وها للتنبيه، وإنّما حذفت ألفها لكثرة الاستعمال، وجعل اسماً واحداً، يستوي فيه الواحد والجمع والتأنيث في لغة أهل الحجاز، قال اللَّه تعالى: «وَالْقَائِلِينَ لِإِخْوَانِهِمْ هَلُمَّ إِلَيْنَا»۵، وأهل نجد يصرفونها فيقولون للاثنين: هلمّا، وللجمع: هلمّوا، وللنساء هلممن، والأوّل أفصح.۶(إلى التعاون على طاعة اللَّه عزّ وجلّ).
لا ريب في أنّ الطاعة بأسرها مفتقرة إلى التعاون، سواء تعلّقت باُمور الدِّين والدّنيا واجبة
1.نهج البلاغة، ج ۲، ص ۱۹۹، الخطبة ۲۱۶.
2.قاله المحقّق المازندراني رحمة اللَّه عليه في شرحه، ج ۱۲، ص ۵۰۷.
3.قاله المحقّق الفيض رحمة اللَّه عليه في الوافي، ج ۲۶، ص ۷۳، ذيل ح ۲۵۳۷۱.
4.قاله الخليل في العين، ج ۲، ص ۷۸ (تبع).
5.الأحزاب (۳۳): ۱۸.
6.الصحاح، ج ۵، ص ۲۰۶۰ (هلم). وانظر أيضاً: العين، ج ۱، ص ۲۴۴ (هلم).