239
البضاعة المزجاة المجلد الرابع

وفي نهج البلاغة: «ولا لعظيم باطل فُعل».۱(فهنالك تذلّ الأبرار).
الذلّة: الحقّ المعطّل الذي هم أهله وكان عزّهم بعزّه.
(وتعُزّ) بضمّ العين وكسرها.
(الأشرار)؛ لعزّة الباطل الذي هم عليه.
(وتخرب) بفتح الراء.
(البلاد)؛ لشيوع الفتن والجور فيها.
(وتعظيم تبعات اللَّه - عزّ وجلّ - عند العباد).
قيل: هي المعاصي. وقيل: ما يتبع أعمال العباد من العقاب وسوء العاقبة.۲
وقيل: التبعة كفرجة، والتباعة - ككتابة - اسم للشي‏ء الذي لك بغيته، شبه ظلامة ونحوها.۳(فهلمّ أيّها الناس).
قيل: الفاء للتفريع، أي إذا عرفتم ما ذكر من فوائد أداء الحقوق ومفاسد تركها فهلمّ.۴
قال الجوهري:
هلمّ يا رجل - بفتح الميم - بمعنى تعال. قال الخليل: أصله لم، من قولهم: لمَّ اللَّه شعثه، أي جمعه، كأنّه أراد: لمّ نفسك إلينا، أي اقرب، وها للتنبيه، وإنّما حذفت ألفها لكثرة الاستعمال، وجعل اسماً واحداً، يستوي فيه الواحد والجمع والتأنيث في لغة أهل الحجاز، قال اللَّه تعالى: «وَالْقَائِلِينَ لِإِخْوَانِهِمْ هَلُمَّ إِلَيْنَا»۵، وأهل نجد يصرفونها فيقولون للاثنين: هلمّا، وللجمع: هلمّوا، وللنساء هلممن، والأوّل أفصح.۶(إلى التعاون على طاعة اللَّه عزّ وجلّ).
لا ريب في أنّ الطاعة بأسرها مفتقرة إلى التعاون، سواء تعلّقت باُمور الدِّين والدّنيا واجبة

1.نهج البلاغة، ج ۲، ص ۱۹۹، الخطبة ۲۱۶.

2.قاله المحقّق المازندراني رحمة اللَّه عليه في شرحه، ج ۱۲، ص ۵۰۷.

3.قاله المحقّق الفيض رحمة اللَّه عليه في الوافي، ج ۲۶، ص ۷۳، ذيل ح ۲۵۳۷۱.

4.قاله الخليل في العين، ج ۲، ص ۷۸ (تبع).

5.الأحزاب (۳۳): ۱۸.

6.الصحاح، ج ۵، ص ۲۰۶۰ (هلم). وانظر أيضاً: العين، ج ۱، ص ۲۴۴ (هلم).


البضاعة المزجاة المجلد الرابع
238

(وتركت معالم السّنن) أي طرقها ومصادرها ومظانّها.
(فعمل بالهوى) أي بمشتهيات النفس والرأي والقياس في أحكام الدِّين.
(وعطّلت الآثار) أي لم يتعهّد الآثار النبويّة.
والتعطيل: الإهمال. وتعطّل الرجل، أي بقي بلا عمل. والأثر - محرّكة - : بقيّة الشي‏ء، والجمع: آثار. والآثار أيضاً: الأعلام.
(وكثر علل النفوس).
في النهج: «كثرت».۱
قيل: علل النفوس: أمراضها بملكات السوء، كالغلّ، والحسد، والعداوة، والعجب، والكبر، ونحوها. وقيل: عللها وجوه ارتكاباتها للمنكرات، فتأتي في كلّ منكر بوجه وعلّة ورأي فاسد.۲(ولا يستوحش) على البناء للمفعول.
(لجسيم حدّ) أي حدّ عظيم من حدود اللَّه.
(عطّل) أي أهمل ولم يراع.
قال الفيروزآبادي: «الوحشة: الهمّ، والخلوة، والخوف، واستوحش: وجد الوحشة».۳
وفي بعض النسخ: «لجسيم حقّ». وفي النهج: «لعظيم حقّ».
(ولا لعظيم باطل اُثّل).
قيل: أي عظّم، أو جعل أصلاً يرجع إليه.
قال الجزري: «يُقال: مال مؤثّل، ومجدٌ مؤثّل، أي مجموع ذو أصل. وأثلّ الشي‏ء: أصّله وزكّاه».۴
وقال الفيروزآبادي: «أصّله: عظّمه».۵
وقيل: إنّما خصّ الجسيم والعظيم بالذِّكر للمبالغة في فساد الدِّين، والإشعار بأنّ الحقير أولى بما ذكر.۶

1.نهج البلاغة، ج ۲، ص ۱۹۹، الخطبة ۲۱۶.

2.قاله المحقّق المازندراني رحمة اللَّه عليه في شرحه، ج ۱۲، ص ۵۰۷.

3.قاله العلّامة المجلسي رحمة اللَّه عليه في مرآة العقول، ج ۲۶، ص ۵۲۰.

4.القاموس المحيط، ج ۲، ص ۲۹۲ (وحش) مع التلخيص.

5.النهاية، ج ۱، ص ۲۳ (أثل).

6.القاموس المحيط، ج ۳، ص ۳۲۷ (أثل).

  • نام منبع :
    البضاعة المزجاة المجلد الرابع
    سایر پدیدآورندگان :
    احمدی جلفایی، حمید ، فاضل البخشایشی، جواد
    تعداد جلد :
    4
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
تعداد بازدید : 94121
صفحه از 568
پرینت  ارسال به