وقوله: (من الغلّ) إمّا بالضمّ، وهو الحديدة التي تجمع يد الأسير في عنقه، أو بالكسر وهو الغش والحقد، فلو اُريد الأوّل - كما هو الظاهر - فالمراد أغلال الكفر والشرك والمعاصي، أو يكون إشارة إلى قوله تعالى: «وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ»۱ أي يخفّف عنهم ما كلّفوا به من التكاليف الشاقّة.
(فاختر علينا) ما شئت (فامض اختيارك) أي أنفذه علينا وأجره فلك الإمضاء وعلينا التسليم.
(وائتمر فأمض ائتمارك).
الائتمار: المشاورة، وقبول الأمر، فمعناه على الأوّل: شاور نفسك أو مَن شئت في أمرنا، فأمض ما اخترت في مشورتك علينا لما فيه مصلحة ديننا ودُنيانا. وعلى الثاني قيل: معناه: افعل ما أمرك اللَّه به فأمضه علينا.۲(فإنّك القائل).
في بعض النسخ: «العامل».
(المصدّق) بفتح الدال.
(والحاكم الموفّق) بفتح الفاء، أي وفّقك اللَّه للإصابة في الحكم، أو لجميع الخيرات.
(والمِلك) بكسر اللّام.
(المخوّل) بفتح الواو.
ويقال: خوّله اللَّه المال، أي ملّكه وأعطاه إيّاه مفضّلاً، يعني أنّك المملّك والمنعم عليه الذي أعطاك اللَّه رئاسة الدارين والإمرة علينا، وجعلنا مواليك وشيعتك.
وفي بعض النسخ: «المحوّل» بالحاء المهملة، وكأنّه على صيغة اسم المفعول [من ]الحول بمعنى القوّة، أو بمعنى الحذق وجودة النظر. ويحتمل كونه اسم الفاعل من التحويل بمعنى المتصرّف في الاُمور كيف شاء، أو بمعنى التحوّل وهو الحذق والمهارة.
(لا نستحلّ في شيء من۳معصيتك).
قال الجوهري: «استحلّ الشيء، أي عدّه حلالاً».۴ وتعديته ب «في» لتضمين مثل معنى الدخول.
1.الأعراف (۷): ۱۵۷.
2.اُنظر: مرآة العقول، ج ۲۶، ص ۵۲۴.
3.في المتن الذي ضبطه الشارح رحمة اللَّه عليه سابقاً: - «من».
4.الصحاح، ج ۴، ص ۱۶۷۵ (حلل).