249
البضاعة المزجاة المجلد الرابع

وقوله: (جلال اللَّه) منصوب على الثاني، ومرفوع على الأوّل.
وقوله: (في نفسه) متعلّق بالعظم، أو التعظيم.
(وجلّ موضعه) أي موضع اللَّه ومنزلته، أو موضع جلاله.
(من قلبه) أي في قلبه.
(أن يصغر) من الصغر، وكونه من التصغير محتملٌ بعيد (عنده).
(لعظم ذلك) الجلال (كلّ ما سواه)؛ يعني أنّ ممّا يليق أو يجب على من عظّم جلال اللَّه وعظمته في نفسه وجعل موضعه في قلبه أن يصغر عنده كلّ ما سوى اللَّه تعالى؛ لما ظهر له من عظم جلال اللَّه - عزّ وجلّ - ؛ إذ يرى حينئذٍ كلّ ما سواه محتاجاً إليه تعالى خاضعاً بين يديه، وعظمة كلّ شي‏ء مضمحلّة في جنب عظمته.
(وإنّ من أحقّ من كان كذلك) أي يصغر عنده لعظيم جلال اللَّه كلّ ما سواه.
(لمن عظمت).
كلمة «من» للموصول، أي للذي عظمت.
(نعم اللَّه).
في بعض النسخ: «نعمة اللَّه».
(عليه) دينيّة كانت أو دنيويّة.
ولعلّ قوله: (ولطف إحسانه) أي برّه (إليه) على صيغة المصدر معطوف على قوله: «نِعم اللَّه». ويحتمل كونه على صيغة الفعل عطفاً على عظمت.
قال الفيروزآبادي: «لطف - كنصر - لطفاً بالضمّ، أي رأف،۱ ودنا. واللَّه لك: أوصل إليك مرادك بلطف. وككرم لطفاً ولطافة: صغر ودقّ».۲
وقال بعض الأفاضل:
إنّ أحقّ من كان كذلك أئمّة الحقّ؛ لعظم نعم اللَّه عليهم وكمال معرفتهم بجلال ربّهم، فحقّ اللَّه تعالى عليهم أعظم منه على غيرهم، فينبغي أن يصغر عندهم أنفسهم فلا يحبّوا الفخر والإطراء في المدح، أو يجب أن يضمحلّ في

1.في المصدر: «رفق».

2.القاموس المحيط، ج ۳، ص ۱۹۵ (لطف).


البضاعة المزجاة المجلد الرابع
248

وقيل: يحتمل أن يكون «منتحلّ» من الحلول وهو النزول، وهذا أنسب بلفظة «في»۱ انتهى، فتأمّل.
وفي بعض النسخ: «ولا نستحيل». قال الفيروزآبادي: «كلّ ما تحوّل أو تغيّر من الاستواء إلى العوج فقد حال واستحال».۲
وفي بعض النسخ: «لا نستحلّ في شي‏ء معصيتك».
والظاهر أنّ قوله: (يعظم عندنا) على صيغة المجرّد.
(في ذلك) أي في العلم. وكلمة «في» تعليليّة.
وقيل: يحتمل أن تكون إشارة إلى ما دلّ عليه الكلام من إطاعته عليه السلام.۳(خطرك).
قال الفيروزآبادي: «بالفتح - : الشرف، ويحرّك وبالتحريك: قدر الرجل».۴(ويجلّ عنه في أنفسنا فضلك).
قال الجوهري: «جلّ فلان يجلّ - بالكسر - جلالة، أي عظم قدره، فهو جليل».۵
وكلمة «عن» للتعليل، كما قيل‏۶ في قوله عزّ وجلّ: «وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِاَبِيهِ إِلَّا عَنْ مَوْعِدَةٍ»۷، ويحتمل إرجاع ضمير «عنه» إلى العلم، أو إلى الخطر؛ أي يعظم بسبب ذلك العلم الخطر في أنفسنا فضلك أو كمالك أو شرفك على جميع الخلق، ولا يبعد إرجاعه إلى القياس بمعنى أنّ فضلك أجلّ في أنفسنا من أن يُقاس بفضل أحدٍ من قولهم: جلّ عن كذا: إذا لم يتّصف به.
(فأجابه أمير المؤمنين عليه السلام) زجراً له عن مدحه وتنفيراً للممدوح عن حبّ المدح والسرور به ودخول العُجب والفخر في قلبه.
(إنّ من حقّ من عظم) من المجرّد ككرم، أو من المزيد.

1.قاله المحقّق المازندراني رحمة اللَّه عليه في شرحه، ج ۱۲، ص ۵۰۹.

2.القاموس المحيط، ج ۳، ص ۳۶۳ (حلل).

3.قاله العلّامة المجلسي رحمة اللَّه عليه في مرآة العقول، ج ۲۶، ص ۵۲۴.

4.القاموس المحيط، ج ۲، ص ۲۲ (خطر) مع التلخيص.

5.الصحاح، ج ۴، ص ۱۶۶۰ (جلل).

6.نقله المحقّق المازندراني رحمة اللَّه عليه في شرحه، ج ۱۲، ص ۵۰۹ بعنوان «قيل».

7.التوبة (۹): ۱۱۴.

  • نام منبع :
    البضاعة المزجاة المجلد الرابع
    سایر پدیدآورندگان :
    احمدی جلفایی، حمید ، فاضل البخشایشی، جواد
    تعداد جلد :
    4
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
تعداد بازدید : 93379
صفحه از 568
پرینت  ارسال به