وقوله: (جلال اللَّه) منصوب على الثاني، ومرفوع على الأوّل.
وقوله: (في نفسه) متعلّق بالعظم، أو التعظيم.
(وجلّ موضعه) أي موضع اللَّه ومنزلته، أو موضع جلاله.
(من قلبه) أي في قلبه.
(أن يصغر) من الصغر، وكونه من التصغير محتملٌ بعيد (عنده).
(لعظم ذلك) الجلال (كلّ ما سواه)؛ يعني أنّ ممّا يليق أو يجب على من عظّم جلال اللَّه وعظمته في نفسه وجعل موضعه في قلبه أن يصغر عنده كلّ ما سوى اللَّه تعالى؛ لما ظهر له من عظم جلال اللَّه - عزّ وجلّ - ؛ إذ يرى حينئذٍ كلّ ما سواه محتاجاً إليه تعالى خاضعاً بين يديه، وعظمة كلّ شيء مضمحلّة في جنب عظمته.
(وإنّ من أحقّ من كان كذلك) أي يصغر عنده لعظيم جلال اللَّه كلّ ما سواه.
(لمن عظمت).
كلمة «من» للموصول، أي للذي عظمت.
(نعم اللَّه).
في بعض النسخ: «نعمة اللَّه».
(عليه) دينيّة كانت أو دنيويّة.
ولعلّ قوله: (ولطف إحسانه) أي برّه (إليه) على صيغة المصدر معطوف على قوله: «نِعم اللَّه». ويحتمل كونه على صيغة الفعل عطفاً على عظمت.
قال الفيروزآبادي: «لطف - كنصر - لطفاً بالضمّ، أي رأف،۱ ودنا. واللَّه لك: أوصل إليك مرادك بلطف. وككرم لطفاً ولطافة: صغر ودقّ».۲
وقال بعض الأفاضل:
إنّ أحقّ من كان كذلك أئمّة الحقّ؛ لعظم نعم اللَّه عليهم وكمال معرفتهم بجلال ربّهم، فحقّ اللَّه تعالى عليهم أعظم منه على غيرهم، فينبغي أن يصغر عندهم أنفسهم فلا يحبّوا الفخر والإطراء في المدح، أو يجب أن يضمحلّ في