على أكثر الملوك؛ إذ هم على هذا السلوك فليدرؤا عن أنفسهم الموت وسائر النوائب إن كانوا صادقين.۱(وقد كرهت أن يكون جال) كقال من الجَوَلان، أي دار وطاف. ويحتمل أن يكون كسال.
قال الفيروزآبادي: «جأل - كمنع - : ذهب وجاء».۲
وفي بعض النسخ: «ذا» بدل «جال».
(في ظنّكم أنّي اُحبّ الإطراء واستماع الثناء). في القاموس: «أطراه: أحسن الثناء عليه».۳
وفي النهاية: «الإطراء: مجاوزة الحدّ في المدح والكذب فيه».۴(ولستُ بحمد اللَّه كذلك)؛ إذ لم يكن في قلبه المطهّر سوى اللَّه سبحانه، ومن كان كذلك فكيف يتصوّر فيه محبّة الإطراء واستماع الثناء، ووضع أمره على الكبر مع علمه بأنّ شيئاً من ذلك لا يليق إلّا بجناب الحقّ الذي ليس فيه شائبة الشركة؟!
(ولو كنت اُحبّ أن يُقال ذلك)؛ يعني على تقدير أن أكون محبّاً لأن يُقال ذلك فيَّ؛ لما فيه من اللذّة الوهميّة المعتبرة عند الجهّال.
(لتركته) أي استماع الثناء والإطراء.
(انحطاطاً): وتواضعاً وتصاغراً (للَّه سبحانه عن تناول ما هو أحقّ به).
وقوله: (من العظمة والكبرياء) بيان للموصول.
وفيه تنبيه على أنّ حبّ استماع الإطراء يستلزم التكبّر والتعظّم، وهما في حدّ الشرك باللَّه.
وفي بعض النسخ العتيقة: «ولو كنت اُحبّ أن يُقال ذلك لتناهيت له، أغنانا اللَّه وإيّاكم عن تناول ما هو أحقّ به من التعاظم وحسن الثناء».
(وربّما استحلى الناس الثناء) أي وجدوه أو جعلوه حلواً.
ويحتمل أن يكون الثناء فاعل «استحلى» و«الناس» مفعوله. قال في تاج اللّغة: «الاستحلاء: شيرين آمدن».
1.قاله المحقّق المازندراني رحمة اللَّه عليه في شرحه، ج ۱۲، ص ۵۱۰ مع اختلاف في اللفظ.
2.القاموس المحيط، ج ۳، ص ۳۴۴ (جأل).
3.القاموس المحيط، ج ۴، ص ۳۵۶ (طرو).
4.النهاية، ج ۳، ص ۱۲۳ (طرى).