251
البضاعة المزجاة المجلد الرابع

على أكثر الملوك؛ إذ هم على هذا السلوك فليدرؤا عن أنفسهم الموت وسائر النوائب إن كانوا صادقين.۱(وقد كرهت أن يكون جال) كقال من الجَوَلان، أي دار وطاف. ويحتمل أن يكون كسال.
قال الفيروزآبادي: «جأل - كمنع - : ذهب وجاء».۲
وفي بعض النسخ: «ذا» بدل «جال».
(في ظنّكم أنّي اُحبّ الإطراء واستماع الثناء). في القاموس: «أطراه: أحسن الثناء عليه».۳
وفي النهاية: «الإطراء: مجاوزة الحدّ في المدح والكذب فيه».۴(ولستُ بحمد اللَّه كذلك)؛ إذ لم يكن في قلبه المطهّر سوى اللَّه سبحانه، ومن كان كذلك فكيف يتصوّر فيه محبّة الإطراء واستماع الثناء، ووضع أمره على الكبر مع علمه بأنّ شيئاً من ذلك لا يليق إلّا بجناب الحقّ الذي ليس فيه شائبة الشركة؟!
(ولو كنت اُحبّ أن يُقال ذلك)؛ يعني على تقدير أن أكون محبّاً لأن يُقال ذلك فيَّ؛ لما فيه من اللذّة الوهميّة المعتبرة عند الجهّال.
(لتركته) أي استماع الثناء والإطراء.
(انحطاطاً): وتواضعاً وتصاغراً (للَّه سبحانه عن تناول ما هو أحقّ به).
وقوله: (من العظمة والكبرياء) بيان للموصول.
وفيه تنبيه على أنّ حبّ استماع الإطراء يستلزم التكبّر والتعظّم، وهما في حدّ الشرك باللَّه.
وفي بعض النسخ العتيقة: «ولو كنت اُحبّ أن يُقال ذلك لتناهيت له، أغنانا اللَّه وإيّاكم عن تناول ما هو أحقّ به من التعاظم وحسن الثناء».
(وربّما استحلى الناس الثناء) أي وجدوه أو جعلوه حلواً.
ويحتمل أن يكون الثناء فاعل «استحلى» و«الناس» مفعوله. قال في تاج اللّغة: «الاستحلاء: شيرين آمدن».

1.قاله المحقّق المازندراني رحمة اللَّه عليه في شرحه، ج ۱۲، ص ۵۱۰ مع اختلاف في اللفظ.

2.القاموس المحيط، ج ۳، ص ۳۴۴ (جأل).

3.القاموس المحيط، ج ۴، ص ۳۵۶ (طرو).

4.النهاية، ج ۳، ص ۱۲۳ (طرى).


البضاعة المزجاة المجلد الرابع
250

جنب جلال اللَّه عندهم غيره تعالى، فلا يكون غيره منظوراً لهم في أعمالهم ليطلبوا رضى الناس ومدحهم.۱(فإنّه لم تعظم نِعَم اللَّه).
في بعض النسخ: «نعمة اللَّه».
(على أحد إلّا زاد حقّ اللَّه عليه عظماً)، ومن أعظم أفراد حقّه حصر العظمة عليه، ومشاهدة كلّ ما سواه صغيراً لديه.
قال الفيروزآبادي: «العِظم - بكسر العين - : خلاف الصغر. عظم - كصغر - عظماً وعظامة. واستعظمه: رآه عظيماً، كأعظمه، وأخذ معظمه. والاسم: العظم، بالضمّ».۲(وإنّ من أسخفّ حالات الولاة) أي أردأها وأقبحها.
في القاموس: «السخف - بالضم والفتح - : رقّة العيش. وكقرصة وسحابة: رقّة العقل وغيره. سَخُفَ ككرم، أو السخف في العقل والسخافة في كلّ شي‏ء».۳
وفي كثير من النسخ: «من استخفّ» وكأنّه تصحيف، ونسخة الأصل موافق للنهج.۴(عند صالح الناس أن يظنّ) على صيغة المجهول.
(بهم) أي بالولاة.
(حبّ الفخر) بسكون الخاء، ويحرّك، أي التمدّح بالخصال.
(ويوضع) عطف على «يظنّ».
(أمرهم على الكبر).
والحاصل أنّ أسوء أحوال الولاة عند الرعيّة أن يكونوا متّهمين عندهم بهذه الخصلة المذمومة؛ لأنّها مع إيجاب الشركة مع الواجب تعالى يوجب البُعد والتنفير وفشوّ الجور وعدم تمشّي الاُمور والأحكام على قانون الشرع.
وقيل: إنّما قال عند صالح الناس؛ إذ لا اعتداد بظنّ فاسقهم وطالحهم، وفيه تنبيه

1.نهج البلاغة، ج ۲، ص ۲۰۰، الخطبة ۲۱۶.

2.قاله العلّامة المجلسي رحمة اللَّه عليه في مرآة العقول، ج ۲۶، ص ۵۲۵.

3.القاموس المحيط، ج ۴، ص ۱۵۲ (عظم) مع التلخيص.

4.القاموس المحيط، ج ۳، ص ۱۵۱ (سخف) مع التلخيص.

  • نام منبع :
    البضاعة المزجاة المجلد الرابع
    سایر پدیدآورندگان :
    احمدی جلفایی، حمید ، فاضل البخشایشی، جواد
    تعداد جلد :
    4
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
تعداد بازدید : 93336
صفحه از 568
پرینت  ارسال به