257
البضاعة المزجاة المجلد الرابع

(وأمرك كلّه رشد) أي هداية إلى سبيل الخير، وإرشادٌ لنا إلى مصالحنا.
في القاموس: «رشد - كنصر وفرح - رَشَداً ورُشْداً ورَشاداً: اهتدى».۱(وقولك كلّه أدب).
الأدب - محرّكة - : حسن التناول، والكياسة. وأدّبه: علّمه؛ يعني أنّ قولك كلّه جارٍ على وفق الآداب الشرعيّة والنواميس الإلهيّة، أو سبب لأدب النفس وتأدّبها بالآداب المستحسنة عقلاً وشرعاً.
(قد قرّت بك [في‏] الحياة أعيننا).
يحتمل أن يكون «قرّت» قرور العين وهو سرورها. يُقال: قرّت عينه تقرّ - بكسر القاف وفتحها - قرّاً وقرّة، وهو نقيض: سخنت عينه. وإن يكون من القرار. يُقال: قرّ بالمكان يقرّ بالفتح والكسر - قراراً: إذا ثبت وسكن. وأقرَّ اللَّه عينه: أعطاه متمنّاه حتّى تقرّ عينه، فلا تطمح إلى من هو فوقه، أي استقرّت بوجودك وبالاقتداء بك أعيننا، فلا تطمح إلى غيرك، ولا تنظر إلى الجوانب طلباً للمغيث والمنعين؛ لعدم الحاجة إليه.
(وتحيّرت من صفة ما فيك) أي من وصفه.
وقوله: (من بارع الفضل) بيان للموصول.
وقوله: (عقولنا) فاعل «تحيّرت».
واُريد بالفضل البارع الفضل الفائق على فضل الخلائق، أو الغالب على العقول لعجزها عن إدراكه الموجب لتحيّرها.
قال الجوهري: «بَرَع الرجل وبَرُعَ - أيضاً بالضمّ - براعة، أي فاق أصحابه في العلم وغيره، فهو بارع».۲
وقال الفيروزآبادي: «برع - ويثلّث - براعة وبروعاً: فاق أصحابه في العلم وغيره، أو تمّ في كلّ فضيلة وجمال، فهو بارع، وهي بارعة. وبرع صاحبه: غلبه».۳(ولسنا نقول لك) ما قلنا من المدح والثناء.
(أيّها الإمام الصالح تزكيةً لك)؛ لعدم شائبة نقص فيك حتّى تحتاج إلى التزكية.

1.القاموس المحيط، ج ۱، ص ۲۹۴ (رشد).

2.الصحاح، ج ۳، ص ۱۱۸۴ (برع).

3.القاموس المحيط، ج ۳، ص ۴ (برع).


البضاعة المزجاة المجلد الرابع
256

وهادينا ومالك سياسة اُمورنا.
(فقال: أنت أهل ما قلت) بصيغة الخطاب (واللَّه).
والموصول عبارة عن قوله عليه السلام سابقاً من أنّه لا يحبّ الفخر والكبر لنفسه تعظيماً لربّه، ولا يثقل قول الحقّ وعرض العدل عليه، إلى آخر ما قاله عليه السلام.
(واللَّه أهل فوق ما قلته)؛ لأنّ صفاتك الجميلة وكمالاتك الجزيلة لا تبلغها الأوهام ولا تحيط بها الأفهام.
وفي بعض النسخ: «أنت أهل ما قلت واللَّه فوق ما قلته».
(فبلاؤه) أي نعمه وإحسانه تعالى وحسن صنيعه.
(عندنا) بسبب وجودك وبسبب جودك.
(ما لا يكفر) بالياء على البناء للمفعول.
وفي بعض النسخ بالنون. قال الفيروزآبادي: «كفر نعمة اللَّه وبها كفوراً وكفراناً: جحدها، وسترها»۱ أي نعمته تعالى عندنا وافرة بحيث لا نستطيع جحدها وسترها، ولا يجوز كفرانها وترك شكرها.
(وقد حمّلك اللَّه - تبارك وتعالى - رعايتنا).
حمّلته الرسالة تحميلاً: إذا كلّفته حملها.
وراعيته، أي لاحظته محسناً إليه. ورعيته رعاية - بالكسر - أي حفظته. ورعى الأمير رعيّته رعاية - بالكسر - أيضاً: إذا حفظهم من الوقوع في الضلالة والمهلكة. والراعي: كلّ من ولّى أمر قوم وحفظهم عمّا يضرّهم أو يهلكهم.
(وولّاك) أي جعلك والياً.
(سياسة اُمورنا).
في القاموس: «سُسْتُ الرعيّة سياسة: أمرتها ونهيتها»۲ انتهى. وقيل: أصل السياسة الحفظ.
(فأصبحت علمنا الذي نهتدي به).
العلم - بالتحريك - : العلامة المنصوبة في الطريق ليُهتدى بها.

1.القاموس المحيط، ج ۲، ص ۱۲۸ (كفر).

2.القاموس المحيط، ج ۲، ص ۲۲۲ (سوس).

  • نام منبع :
    البضاعة المزجاة المجلد الرابع
    سایر پدیدآورندگان :
    احمدی جلفایی، حمید ، فاضل البخشایشی، جواد
    تعداد جلد :
    4
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
تعداد بازدید : 93283
صفحه از 568
پرینت  ارسال به