(وأمرك كلّه رشد) أي هداية إلى سبيل الخير، وإرشادٌ لنا إلى مصالحنا.
في القاموس: «رشد - كنصر وفرح - رَشَداً ورُشْداً ورَشاداً: اهتدى».۱(وقولك كلّه أدب).
الأدب - محرّكة - : حسن التناول، والكياسة. وأدّبه: علّمه؛ يعني أنّ قولك كلّه جارٍ على وفق الآداب الشرعيّة والنواميس الإلهيّة، أو سبب لأدب النفس وتأدّبها بالآداب المستحسنة عقلاً وشرعاً.
(قد قرّت بك [في] الحياة أعيننا).
يحتمل أن يكون «قرّت» قرور العين وهو سرورها. يُقال: قرّت عينه تقرّ - بكسر القاف وفتحها - قرّاً وقرّة، وهو نقيض: سخنت عينه. وإن يكون من القرار. يُقال: قرّ بالمكان يقرّ بالفتح والكسر - قراراً: إذا ثبت وسكن. وأقرَّ اللَّه عينه: أعطاه متمنّاه حتّى تقرّ عينه، فلا تطمح إلى من هو فوقه، أي استقرّت بوجودك وبالاقتداء بك أعيننا، فلا تطمح إلى غيرك، ولا تنظر إلى الجوانب طلباً للمغيث والمنعين؛ لعدم الحاجة إليه.
(وتحيّرت من صفة ما فيك) أي من وصفه.
وقوله: (من بارع الفضل) بيان للموصول.
وقوله: (عقولنا) فاعل «تحيّرت».
واُريد بالفضل البارع الفضل الفائق على فضل الخلائق، أو الغالب على العقول لعجزها عن إدراكه الموجب لتحيّرها.
قال الجوهري: «بَرَع الرجل وبَرُعَ - أيضاً بالضمّ - براعة، أي فاق أصحابه في العلم وغيره، فهو بارع».۲
وقال الفيروزآبادي: «برع - ويثلّث - براعة وبروعاً: فاق أصحابه في العلم وغيره، أو تمّ في كلّ فضيلة وجمال، فهو بارع، وهي بارعة. وبرع صاحبه: غلبه».۳(ولسنا نقول لك) ما قلنا من المدح والثناء.
(أيّها الإمام الصالح تزكيةً لك)؛ لعدم شائبة نقص فيك حتّى تحتاج إلى التزكية.