صلاحاً (لنفسك ولنا) من أمر الدِّين والدّنيا.
(وآثر) أي اختر من الإيثار (أمر اللَّه) وحكمه.
(على نفسك وعلينا، فنحن طَوّع فيما أمرتنا).
الطوع - كركع - : جمع طائع، وهو السلس القياد الذي لا يتأتّى ما يراد منه.
(ننقاد من الاُمور مع ذلك) أي مع طاعتنا لك.
(فيما ينفعنا)؛ يعني أنّ نفس الطاعة أمرٌ مرغوبٌ فيه، ومع ذلك موجب لحصول ما ينفعنا، وهو خيرٌ لنا في عاجلنا وآجلنا.
وقال بعض الشارحين:
أي ننقاد لك فيما ينفعنا من الاُمور بالعمل به مع الطّوع والرغبة، وعدم الكراهة منه، في الفقرة الاُولى إشارة إلى الانقياد قلباً، وفي الثاني على الانقياد عملاً، وكلّ ما أمر به عليه السلام فهو نافع، فقوله: «فيما ينفعنا» لبيان الواقع لا للتقييد.۱(فأجابه أمير المؤمنين عليه السلام فقال: أنا أستشهدكم).
قال الجوهري: «استشهدت فلاناً: سألته أن يشهد».۲(عند اللَّه على نفسي) بحسن السياسة، والشفقة، والموعظة الحسنة، والنصيحة الخالصة لكم.
وقوله: (لعلمكم فيما ولّيت به من اُموركم) تعليل لتخصيص الاستشهاد بالحاضرين، ضرورة أنّ الشهادة بالشيء موقوفة على العلم بذلك الشيء، كذا قيل،۳ وعندي في ذلك نظر، وظنّي أنّ الخطاب هنا كالخطاب في قوله تعالى: «وَلَوْ تَرَى إِذْ الْمُجْرِمُونَ نَاكِسُوا رُءُوسِهِمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ»۴، والمقصود كلّ من يصحّ منه العلم بالمشهود به، وكلمة «في» للظرفيّة توسّعاً بمعنى الباء، و«ولّيت» على البناء للمفعول من التولية.
(وعمّا قليل يجمعني وإيّاكم الموقف بين يديه).
كلمة «ما» زائدة غير كافّة، كما في قوله تعالى: «فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنْ اللَّهِ»۵، وإسناد الجمع على الموقف مجاز.