(فقال والبكاء يقطع منطقه) أي كلامه.
ووضع «يقطع» في موضع «قطع»؛ للدلالة على الاستمرار التجدّدي.
(وغصص الشجا تكسر صوته).
قال الفيروزآبادي: «الغصّة - بالضمّ - : الشجا. الجمع: غصص. وما اعترض في الحلق فأشرق. وأغصّ علينا الأرض: ضيّقها».۱
وقال:
شجاه: حزنه. وأشجاه: قهره، وغلبه، وأوقعه في حزن. والشجا: ما اعترض في الحلق من عظم ونحوه. شجي - كرضى - شجىً، ومفازة شجواء: صعبة.۲
أقول: إضافة الغصص إلى الشجا على بعض هذه المعاني بيانيّة، وعلى بعضها لاميّة. و«تكسر» - من الكسر، أو من التكسير - للمبالغة.
وقوله: (إعظاماً) مفعول ل «أجابه» حتّى يكون فعلاً لفاعل الفعل المعلّل به، لا ل «يقطع» ولا ل «عال» لاختلاف الفاعل.
(لخطر مرزئته) أي لعظم مصيبته.
والخطر - بالتحريك وتقديم المعجمة - : القدر، والمنزلة، والرفعة والإشراف على الهلاك.
والمرزئة - بفتح الميم وتقديم المهملة وهمز اللّام - : المصيبة.
والضمير راجع إلى أمير المؤمنين عليه السلام، ويحتمل بعيداً إرجاعه إلى القائل، وكذا ضمير «فجيعته» في قوله: (ووحشته)۳ أي همّه أو خوفه، والضمير للقائل (من كون فجيعته)أي من حصول مصيبة ووقوعها.
والفجيعة: المصيبة. ويقال: فجعه - كمنعه - : إذا أوجعه. وتفجّع: توجّع للمصيبة. ولعلّ تلك المرزئة والمصيبة لكون ذلك القائل عالماً بقرب زمان شهادته عليه السلام، أو لما رآه من اختلاف أصحابه عليه السلام ورجوع أكثرهم عنه.
وقوله: (ثمّ شكا إليه) أي إلى اللَّه تعالى.
1.القاموس المحيط، ج ۲، ص ۳۱۰ (غصص) مع التلخيص.
2.القاموس المحيط، ج ۴، ص ۳۴۷ (شجو) مع التلخيص.
3.في كلتا الطبعتين والمتن الذي ضبطه الشارح رحمة اللَّه عليه سابقاً: «ووحشة».