263
البضاعة المزجاة المجلد الرابع

(وحسن الثناء) عطف على التفجّع، أي الثناء على اللَّه، أو على أمير المؤمنين عليه السلام.
والحاصل: أنّه سأل اللَّه على وجه التفجّع والتضرّع دفع هذا البلاء الذي قد ظنّ وقوعها عنه عليه السلام.
(فقال) مخاطباً له عليه السلام: (يا ربّانيّ العباد).
قال الجزري:
الربّاني: منسوب إلى الربّ بزيادة الألف والنون للمبالغة. وقيل: هو من الرّبّ بمعنى التربية، كانوا يربّون المتعلّمين بصغار العلوم. وقيل: كبارها. والربّاني: العالم الراسخ في العلم، والدّين، أو الذي يطلب بعلمه وجه اللَّه تعالى. وقيل: العالم المعلّم.۱(ويا ساكن البلاد).
[هكذا] في كثير من النسخ، وهو أظهر. قال الفيروزآبادي: «السّكَن: أهل الدار. وبالتحريك: [النار، و] ما يسكن إليه، والبركة».۲
وقوله: (وبك جرت نِعَم اللَّه علينا) أي بوجودك واجتهادك ومساعيك الجميلة في إعلاء الدِّين وتشييد أركان الإسلام والمسلمين جرت واستقرّت نِعَم اللَّه علينا من الوجود والكمالات اللّاحقة به مطلقاً.
(ألم تكن) بصيغة المتكلّم، والاستفهام للتقرير.
وفي بعض النسخ: «تكن» بصيغة الخطاب، والاُولى أظهر.
(لذلّ الذليل ملاذاً) بتخفيف الذال وهو الملجأ، أو بتشديدها من اللذّة. والأوّل أنسب.
ولعلّ معناه على النسخة الاُولى: أنّه كان ينزل بنا ذلّ كلّ ذليل، أي كنّا في الجاهليّة وما في حكمها نذلّ بكلّ ذلّة وهوان، أو كنّا قبل أن نهتدي إلى الإسلام بهداك ملجأً وظهيراً ومحامياً للكفرة الأذلّاء. وعلى النسخة الثانية قيل: تقرير وتصديق بأنّه عليه السلام كان ملجأً للأذلّاء بالفقر أو الجهل أو الجور عليهم، حيث إنّه يدفع عنهم الذلّ بهذه المعاني.۳(وللعصاة الكفّار إخواناً).
الأخ من النسب معروف، ويجي‏ء بمعنى الصديق والصاحب، والجمع: إخوان، بالكسر والضمّ.

1.قاله المحقّق المازندراني رحمة اللَّه عليه في شرحه، ج ۱۲، ص ۵۱۴.

2.النهاية، ج ۲، ص ۱۸۱ (ريب) مع اختلاف يسير في اللفظ.

3.القاموس المحيط، ج ۴، ص ۲۳۵ (سكن).


البضاعة المزجاة المجلد الرابع
262

(هول ما أشفى عليه) أي خوف ما أشرف أمير المؤمنين عليه السلام عليه.
قال الجوهري: «أشفى على الشي‏ء: أشرف [عليه‏]. وأشفى المريض على الموت».۱
وقوله: (من الخطر العظيم) بيان للموصول، والمراد بذلك الخطر غلبة معاوية، أو شهادته عليه السلام.
(والذلّ الطويل) عطف على «الخطر العظيم».
والذلّ - بالضمّ - : الهوان، ولعلّ المراد به قلّة أعوانه عليه السلام.
(في فساد زمانه) بما صنع أصحاب الجمل ومعاوية وعمرو بن العاص. والضمير لأمير المؤمنين عليه السلام.
(وانقلاب جدّه).
في القاموس: «الجدّ: البخت، والحظّ، والرزق، والعظمة».۲
وفي بعض النسخ: «حدّه» بالحاء المهملة. قال الجوهري: «الحدّ: المنع. والمحدود: الممنوع من البخت وغيره».۳
وفي القاموس: «الحدّ من كلّ شي‏ء: حدّته. ومنك: بأسك»۴ انتهى.
ومنهم من فسّر الحد هنا بالمرتبة.۵(ثمّ نصب المسألة إلى اللَّه تعالى) أي أقام، أو رفع إليه حاجته.
وقوله: (بالامتنان عليه) متعلّق بالمسألة، والضمير لأمير المؤمنين عليه السلام؛ أي بأن يمتنّ ويمنع عليه.
(والمدافعة عنه) عطف على الامتنان.
قال الفيروزآبادي: «المدافعة: المماطلة، والدفع، ومنه: «إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنْ الَّذِينَ آمَنُوا»۶.۷(بالتفجّع).
الظرف حال عن فاعل «نصب». والتفجّع: التوجّع للمصيبة.

1.الصحاح، ج ۶، ص ۲۳۹۴ (شفى).

2.القاموس المحيط، ج ۱، ص ۲۸۱ (جدد) مع التلخيص.

3.الصحاح، ج ۲، ص ۴۶۲ (حدد) مع التلخيص.

4.القاموس المحيط، ج ۱، ص ۲۸۶ (حدد).

5.هو المحقّق المازندراني رحمة اللَّه عليه في شرحه، ج ۱۲، ص ۵۱۴.

6.الحجّ (۲۲): ۳۸.

  • نام منبع :
    البضاعة المزجاة المجلد الرابع
    سایر پدیدآورندگان :
    احمدی جلفایی، حمید ، فاضل البخشایشی، جواد
    تعداد جلد :
    4
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
تعداد بازدید : 73810
صفحه از 568
پرینت  ارسال به