(وحسن الثناء) عطف على التفجّع، أي الثناء على اللَّه، أو على أمير المؤمنين عليه السلام.
والحاصل: أنّه سأل اللَّه على وجه التفجّع والتضرّع دفع هذا البلاء الذي قد ظنّ وقوعها عنه عليه السلام.
(فقال) مخاطباً له عليه السلام: (يا ربّانيّ العباد).
قال الجزري:
الربّاني: منسوب إلى الربّ بزيادة الألف والنون للمبالغة. وقيل: هو من الرّبّ بمعنى التربية، كانوا يربّون المتعلّمين بصغار العلوم. وقيل: كبارها. والربّاني: العالم الراسخ في العلم، والدّين، أو الذي يطلب بعلمه وجه اللَّه تعالى. وقيل: العالم المعلّم.۱(ويا ساكن البلاد).
[هكذا] في كثير من النسخ، وهو أظهر. قال الفيروزآبادي: «السّكَن: أهل الدار. وبالتحريك: [النار، و] ما يسكن إليه، والبركة».۲
وقوله: (وبك جرت نِعَم اللَّه علينا) أي بوجودك واجتهادك ومساعيك الجميلة في إعلاء الدِّين وتشييد أركان الإسلام والمسلمين جرت واستقرّت نِعَم اللَّه علينا من الوجود والكمالات اللّاحقة به مطلقاً.
(ألم تكن) بصيغة المتكلّم، والاستفهام للتقرير.
وفي بعض النسخ: «تكن» بصيغة الخطاب، والاُولى أظهر.
(لذلّ الذليل ملاذاً) بتخفيف الذال وهو الملجأ، أو بتشديدها من اللذّة. والأوّل أنسب.
ولعلّ معناه على النسخة الاُولى: أنّه كان ينزل بنا ذلّ كلّ ذليل، أي كنّا في الجاهليّة وما في حكمها نذلّ بكلّ ذلّة وهوان، أو كنّا قبل أن نهتدي إلى الإسلام بهداك ملجأً وظهيراً ومحامياً للكفرة الأذلّاء. وعلى النسخة الثانية قيل: تقرير وتصديق بأنّه عليه السلام كان ملجأً للأذلّاء بالفقر أو الجهل أو الجور عليهم، حيث إنّه يدفع عنهم الذلّ بهذه المعاني.۳(وللعصاة الكفّار إخواناً).
الأخ من النسب معروف، ويجيء بمعنى الصديق والصاحب، والجمع: إخوان، بالكسر والضمّ.
1.قاله المحقّق المازندراني رحمة اللَّه عليه في شرحه، ج ۱۲، ص ۵۱۴.
2.النهاية، ج ۲، ص ۱۸۱ (ريب) مع اختلاف يسير في اللفظ.
3.القاموس المحيط، ج ۴، ص ۲۳۵ (سكن).