وعجز عن المدافعة عن نفسه وعرضه عزيز عنده يدفع عنه ما يوجب ضعفه وعجزه، ويجلب إليه ما يوجب قوّته وعزّه.
(وثمال فقرائنا).
في القاموس: «ثمال - ككتاب - : الغياث الذي يقوم بأمر قومه. وكمنزل: الملجأ. وثملهم: أطعمهم، وسقاهم، وقام بأمرهم».۱(وعماد عظمائنا) في الحال والشرف والمال؛ لأنّ بقاء عظمتهم به عليه السلام وبنصره كبقاء الخيام والبيوت بالعمود. قال الفيروزآبادي: «العمود: معروف، كالعِماد بالكسر».۲(يجمعنا من الاُمور عدلك).
كلمة «من» بمعنى «في» كما قيل۳ في قوله تعالى: «أَرُونِي مَاذَا خَلَقُوا مِنْ الْأَرْضِ»۴، وفي قوله عزّ وجلّ: «إِذَا نُودِي لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ»۵.
ويحتمل كونها للتبعيض، أي عدلك سبب لاجتماع اُمورنا وعدم تفرّقنا في جميع الاُمور أو من بين سائر الاُمور، أو هو يحيط بجميعنا في جميع الاُمور والخيرات الدينيّة والدنيويّة، والحاصل: أنّه لولا عدلك لانتثرت اُمورنا، وتفرّق جمعنا.
(ويتّسع لنا في الحقّ تأنّيك) أي تثبّتك في الاُمور ومداراتك فيها وعدم مبادرتك في الحكم علينا بما نستحقّه سبب لتوسعة الحقّ علينا وعدم تضيّق الاُمور بنا؛ إذ الحاكم إذا كان عجولاً غضوباً يبطل نظامه ونظام الرعيّة، ويضيق عليهم اُمورهم.
(فكنت لنا اُنساً إذا رأيناك).
الاُنس - بالضمّ وبالتحريك - : ضدّ الوحشة، والحمل للمبالغة، أو يراد من الاُنس الأنيس، ولعلّ سبب الاُنس به أنّه عليه السلام كان في غاية الكمال في الإنسانيّة، فكانت القلوب تأنس إليه، وتفرح بمشاهدته.
(ولولا أنّ الأمر الذي نخاف عليك منه) من الموت، أو القتل، أو المغلوبيّة من الأعداء.
1.القاموس المحيط، ج ۳، ص ۳۴۴ (ثمل) مع التلخيص.
2.القاموس المحيط، ج ۱، ص ۳۱۷ (عمد) مع التلخيص.
3.راجع: تفسير البغوي، ج ۴، ص ۳۴۱؛ تفسير القرطبي، ج ۳، ص ۹۰؛ و ج ۱۸، ص ۹۷.
4.فاطر (۳۵): ۴۰.
5.الجمعة (۶۲): ۹.