وأقول: يمكن أن ينزّل «يقولّن» منزلة اللّازم، ويكون المقصود النهي عن حقيقة القول. ويحتمل كونه من التقوّل بحذف إحدى التائين. قال الجوهري: «تقوّل عليه: أي كذب».۱
وفي بعض النسخ: «رجالاً» بالنصب. قيل: ولعلّ فيه حينئذٍ حذفاً، أي لا تقولنّ أنتم نعتقد أو نتولّى رجالاً صفتهم كذا وكذا.۲(قد كانت الدُّنيا غمرتهم).
يقال: غمره الماء كنصر غمراً، أي غطّاه. وغمرة الشيء: شدّته، ومزدحمه.
(فاتّخذوا العقار) بالفتح، وهو الأرض، والضياع، والنخل، ومتاع البيت.
(وركبوا أفره الدوابّ).
قال الجزري: «دابّة فارهة، أي نشيطة حادّة قويّة».۳(ولبسوا ألين الثياب).
قال الجوهري: «اللّين: ضدّ الخشونة. وشيء ليّن ولَيْن مخفّف منه».۴
وقوله: (عاراً وشناراً).
العار: كلّ شيء لزم به عيب. والشنار - بالفتح - : أقبح العيب والعار، وأمر المشهور بالشنعة.
(إذا منعتهم) بصيغة المتكلّم، والظرف متعلّق ب «لا تقولنّ»، أو بصيغة الغائبة، والمستتر فيها للدّنيا. و«إذا» ظرف لقوله: «لم يغفر»، أو لمتقدّر. وكذا «صيّرتهم».
(ما كانوا فيه يخوضون) من أمر الدُّنيا، وطلب الزيادة في قسمة الأموال والعطايا.
وأصل الخوض الدخول في الماء، والاقتحام في الغمرات. وقالوا في قوله تعالى: «وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ»۵ أي في الباطل.۶(وصيّرتهم إلى ما يستوجبون).
إن قرئ «صيّرتهم» بصيغة المتكلّم، فالمراد بالموصول ما يستحقّون من التأديب،
1.الصحاح، ج ۵، ص ۱۸۰۷ (قول).
2.قاله العلّامة المجلسي رحمة اللَّه عليه في مرآة العقول، ج ۲۶، ص ۵۳۶.
3.النهاية، ج ۳، ص ۴۴۱ (فره).
4.الصحاح، ج ۶، ص ۲۱۹۸ (لين) مع التلخيص.
5.المدّثر (۷۴): ۴۵.
6.راجع: التبيان، ج ۱۰، ص ۱۸۶؛ مجمع البيان، ج ۱۰، ص ۱۸۷؛ تفسير البيضاوي، ج ۵، ص ۴۱۷.