(انظروا أهل دين اللَّه) أي إلى أهل دين اللَّه.
قال الفيروزآبادي: «نظره - كضربه۱ وسمعه - وإليه نظراً: تأمّله بعينه»۲ انتهى. فلا حاجة إلى ما ارتكبه بعضهم من أنّ التقدير: يا أهل دينه.
وفي بعض النسخ: «إلى أهل دين اللَّه»، وهو يؤيّد ما ذكرناه.
(فيما) قيل: أي السّهام والعطايا والأموال التي (أصبتم) أي أخذتم وتملّكتم كما فرض وقرّر لكم من غير زيادة ونقصان.
(في كتاب اللَّه) أي في القرآن، أو في حكم اللَّه وتقديره.
قال الفيروزآبادي: «الكتاب: ما يكتب فيه، والفرض، والحكم، والقَدَر».۳(وتركتم عند رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله) أي وانظروا في الأموال التي تركتموها عند رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله ولم تأخذوها؛ لعدم نصيبكم فيها، أو لمصلحةٍ اُخرى.
وقيل: المراد بقوله: «فيما أصبتم في كتاب اللَّه» نعوت الأنبياء والأولياء الذين ذكرهم اللَّه في القرآن، أو مواعيده الصادقة على الأعمال الصالحة، وبقوله: (تركتم عند رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله)صفاته الحسنة وصفات أصحابه وما كان يرتضيه صلى اللَّه عليه وآله من ذلك له ضمان الرسول لهم المثوبات على الصالحات كأنّه وديعة لهم عنده صلى اللَّه عليه وآله.۴(وجاهدتم به).
قيل: أي انظروا فيما جاهدتم به من أموالكم وأنفسكم وأنصبائكم التي أنفقتموها.۵(في ذات اللَّه) وطلب مرضاته.
وقيل: أي فيما جاهدتم بسببه، وهو ما رأيتم من فضله وكماله صلى اللَّه عليه وآله، أو ما سمعتم من المثوبات عليه.۶
وقوله: (أبحسب، أم بنسب) إلى آخره، استفهام إنكار، أي لم تكن تلك الاُمور بالحسب
1.في المصدر: «كنصره».
2.القاموس المحيط، ج ۲، ص ۱۴۴ (نظر) مع التلخيص.
3.القاموس المحيط، ج ۱، ص ۱۲۱ (كتب) مع التلخيص.
4.قاله العلّامة المجلسي رحمة اللَّه عليه في مرآة العقول، ج ۲۶، ص ۵۳۷.
5.قاله المحقّق المازندراني رحمة اللَّه عليه في شرحه، ج ۱۲، ص ۵۱۹ مع اختلاف في اللفظ.