وضمير التأنيث في قوله: (وجعل الثواب عنده عنها) راجع إلى المنازل. ولعلّ المراد بها الأعمال التي توصل إليها.
وقيل: لعلّ كلمة «عن» بمعنى «من» للتبعيض.۱(فاستتمّوا نِعَم اللَّه عزّ ذكره).
في القاموس: «استتمّه: جعله تماماً. واستتمّ النعمة: سأل إتمامها».۲
والمراد بالنعم ما أنعم اللَّه من الإقرار بالتوحيد والرسالة والولاية وغيرها من النِعَم الدينيّة والدنيويّة.
(بالتسليم لقضائه) أي الانقياد له، وعدم استثقاله وإن خفي سرّه، والشكر على نعمائه.
قال الجوهري: «النعمة: اليد، والصنيعة، والمنّة، وما أنعم به عليك، وكذلك النعمى، فإن فتحت النون مددت نقلت النعماء والنعيم مثله».۳(فمن لم يرض بهذا) أي بالتسليم بالقضاء، والشكر على النعماء.
(فليس منّا) أي من أهل ديننا وسنّتنا في الدُّنيا.
(ولا إلينا) أي ولا يرجع إلينا في الآخرة.
(وإنّ الحاكم) منّا أو الحاكم الكامل في الحكومة، والمآل واحد.
(يحكم بحكم اللَّه)؛ فمن لم يرض بحكمه فليس من حزب ذلك الحاكم، فالفاء للتعليل.
(ولا خشية عليه من ذلك).
قيل: أي لا يخشى على الحاكم العدل - أي الإمام - أن يترك حكم اللَّه، ولا يجوز أن يظنّ ذلك به، أو لا يخشى الحاكم بسبب العمل بحكم اللَّه من أحد، أو أن يكون معاقباً بذلك عند اللَّه.۴
وقيل: أي لا خشية على الحاكم من عدم الرضا بحكمه؛ إذ ضرره يعود إلى التارك، لا إليه.۵
1.قاله العلّامة المجلسي رحمة اللَّه عليه في مرآة العقول، ج ۲۶، ص ۵۳۷.
2.القاموس المحيط، ج ۴، ص ۸۳ (تمم) مع التلخيص.
3.الصحاح، ج ۵، ص ۲۰۴۱ (نعم).
4.قاله العلّامة المجلسي رحمة اللَّه عليه في مرآة العقول، ج ۲۶، ص ۵۳۸.
5.قاله المحقّق المازندراني رحمة اللَّه عليه في شرحه، ج ۱۲، ص ۵۱۹.