وقيل: التسهّل إمّا من السهولة بمعنى اليُسر وعدم المشقّة، أو من السّهل بمعنى الحقير الدنيّ والرديّ.
فعلى الأوّل يكون قوله: «اُمورهم» عبارة عن الاُمور التكليفيّة من الطاعات والقربات التي صارت موجبة لحصول ما يشاهدونه بعد كشف الغطاء من وصل ما بينه تعالى وبين المؤمن، ويؤيّد قوله عليه السلام: (ولانت لهم طاعتهم).
وعلى الثاني عبارة عن اُمورهم التي تخالف اُمور المؤمنين من الركون إليها، وغاية الاهتمام إلى جمع زخارفها الفانية وما يتعلّق بها ممّا يمنع من الوصول إلى درجة المؤمن، فالضمير في «لهم» و«اُمورهم» عائد إلى الناظرين، وعوده إلى المؤمنين بعيد،۱ انتهى.
(ولانت لهم طاعتهم).
اللّين: ضدّ الخشونة. يُقال: إنّ الشيء يلين ليناً، أي لانت للناظرين طاعة المؤمنين.
وعلى ما قلنا فهذا كالتأكيد للأوّل. وعلى ما قيل يكون بالطاعة الأمر والنهي، أي كانوا كالمجبورين في تلك الطاعات، ولذلك اقتضت الحكمة عدم كشف الغطاء تحقيقاً لمعنى التكليف.
(ولو نظروا إلى مردود الأعمال من اللَّه عزّ وجلّ) أي الأعمال التي ردّت ولم تُقبل مع كونها صالحة كاملة ظاهراً؛ لفسادها باطناً.
(لقالوا: ما يتقبّل اللَّه من أحد عملاً) وهذا هو الذي أوقف المؤمن بين الخوف والرجاء.
وقوله: (كلّ مؤمنة حوراء عيناء) أي في الواقع، أو في الجنّة. ويؤيّد الأوّل قوله: (كلّ مؤمن صدّيق).
قال الجوهري: «الصدّيق، مثال الفسيّق: الدائم التصديق، ويكون الذي يصدّق قوله بالعمل».۲
أقول: لعلّ المراد أنّهم عند اللَّه منهم.
وقيل: أي ينزلون في الجنّة منازل الصدّيقين، ويكونون في درجاتهم.۳ وكأنّ هذا القائل خصّص الصدّيق بالنبيّ صلى اللَّه عليه وآله والوصيّ.