قال الجوهري: «التحيّة: المُلك، ويُقال: حيّاك اللَّه، أي ملّكك، والتحيّات للَّه».۱
قال يعقوب: أي المُلك للَّه.
وقال الفيروزآبادي: «التحيّة: السلام. وحيّاه تحيّة، والبقاء، والملك. وحيّاك اللَّه، أي أبقاك، أو ملّكك».۲
وقال: «السلام: السلامة، والبراءة من العيوب».۳
أقول: لعلّ المراد بالسلام هنا السلامة من المكاره والآفات.
(وأهل اُثرة اللَّه) أي أهل مكرمته متلبّساً (برحمته) أو اختاركم وآثركم على غيركم.
قال الفيروزآبادي: «الاُثرة - بالضمّ - : المكرمة المتوارثة، والبقيّة من العلم. وآثره: أكرمه. وآثر: اختار».۴(وأهل دعوة اللَّه بطاعته).
قيل: أي دعاكم إلى الجنّة بسبب أنّكم أطعتموه في موالاة أئمّة الهدى، فقبل أعمالكم. أو أنّكم المقصودون في الدعاء؛ إلى الطاعة لعدم قبولها من غيركم.۵
وأقول: لعلّ المراد أنّكم المنصوبون لدعوة الخلق إلى طاعة اللَّه.
(لا حساب عليكم) يوم القيامة (ولا خوف) من العقاب (ولا حزن) بفوات الثواب؛ إذ العقاب غير واقع عليهم جزماً، والثواب ثابت دائماً أبداً.
(وأنتم أهل الرضا عن اللَّه) أي رضيتم عنه متلبّساً (برضاه عنكم) وهذا إشارة إلى قوله عزّ وجلّ: «رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ»۶.
وقيل: أي إنّما رضيتم عن اللَّه لعلمكم بأنّه رضى عنكم، أو لرضاه عنكم جعلكم راضين عنه.۷
وقال بعض المحقّقين:
رضا العبد عنه تعالى عبارة عن رفع الاختيار. وقيل: هو سكون النفس تحت مجاري القدر. وقيل: هو السرور بمرّ القضاء. والأوّلان تعريف لمبدئه، والأخير
1.الصحاح، ج ۶، ص ۲۳۲۵ (حيا) مع التلخيص.
2.القاموس المحيط، ج ۴، ص ۳۲۲ (حيي).
3.القاموس المحيط، ج ۴، ص ۱۲۹ (سلم).
4.القاموس المحيط، ج ۱، ص ۳۶۲ (أثر) مع التلخيص.
5.قاله العلّامة المجلسي رحمة اللَّه عليه في مرآة العقول، ج ۲۶، ص ۵۴۷.
6.المائدة (۵): ۱۱۹.