317
البضاعة المزجاة المجلد الرابع

(وكانت اُمّ إبراهيم واُمّ لوط - صلّى اللَّه عليهما - سارة وورقة).
الظاهر أنّ النشر على ترتيب اللّف. وقيل: اسم اُمّ إبراهيم عليه السلام نونا،۱ وذكر صاحب الكامل أنّ لوطاً كان ابن أخي إبراهيم عليه السلام.۲ وفي بعض النسخ: «امرأة إبراهيم وامرأة [لوط]».
(وهما ابنتان للاحج) بتقديم المهملة على المعجمة.
وضبط في كثير من النسخ: «لاحج» كضارب، وفي بعضها: «الأحجّ» كالأشدّ.
(وكان إبراهيم عليه السلام في شبيبته على الفطرة) أي كان في أوّل العمر والشباب على فطرة الإسلام.
(التي فطر اللَّه - عزّ وجلّ - الخلق عليها) لم يتدنّس بشي‏ء من أدناس الكفر والشرك حتّى بلغ وبعث.
قال الجزري: «يُقال: شبّ يُشِبّ شباباً فهو شابّ، و[الجمع:] شببة وشبّان».۳
وقال الفيروزآبادي: «الشباب: الفتا، كالشبيبة، وأوّل الشي‏ء».۴(وأنّه تزوّج سارة ابنة لاحج) وهي غير سارة المذكورة.
(وهي ابنة خالته) وكانت سميّة لاُمّه وخالته هذه إمّا ورقة أو غيرها، ولا خفاء بالنظر إلى ما ذكره آنفاً أنّ ابنة لاحج كانت خالته لا ابنة خالته، ففيه إمّا حذف - أي ابنة ابنة لاحج - أو كان الأصل هكذا فتوهّم النسّاخ التكرار فأسقطوا إحداهما؛ إذ اُريد بالابنة ابنة الابنة مجازاً أو حقيقةً على اختلاف القولين.
وقوله: (قد ملّكت) من التمليك.
وقوله: (إبراهيم عليه السلام) مفعوله الأوّل، و(جميع ما كانت تملكه) مفعوله الثاني.
وقوله: (وعمل له حيراً).
الحَير - بالفتح - : شبه الحظيرة، والحمى، ومنه الحير بكربلاء.
وحكى بعض المؤرِّخين أنّ نمرود بعد المناظرة وعجزه عن الجواب أمر بحبسه في

1.حكي عن وهب. اُنظر: عمدة القارئ، ج ۱۵، ص ۲۴۰.

2.الكامل في التأريخ، ج ۱، ص ۱۰۰.

3.النهاية، ج ۲، ص ۴۳۸ (شبب).

4.القاموس المحيط، ج ۱، ص ۸۵ (شبب) مع التلخيص.


البضاعة المزجاة المجلد الرابع
316

وَأَنْ أُقَدِّمَكَ أَمَامِي ، وَأَمْشِيَ خَلْفَكَ إِجْلَالًا لَكَ ، فَقَالَ لَهُ الْمَلِكُ : أَوْحى‏ إِلَيْكَ بِهذَا؟ فَقَالَ لَهُ إِبْرَاهِيمُ عليه السلام : نَعَمْ ، فَقَالَ لَهُ الْمَلِكُ : أَشْهَدُ أَنَّ إِلهَكَ لَرَفِيقٌ حَلِيمٌ كَرِيمٌ ، وَإِنَّكَ تُرَغِّبُنِي فِي دِينِكَ» .
قَالَ : «وَوَدَّعَهُ الْمَلِكُ ، فَسَارَ إِبْرَاهِيمُ عليه السلام حَتّى‏ نَزَلَ بِأَعْلَى الشَّامَاتِ ، وَخَلَّفَ لُوطاً عليه السلام فِي أَدْنَى الشَّامَاتِ ، ثُمَّ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ عليه السلام لَمَّا أَبْطَأَ عَلَيْهِ الْوَلَدُ ، قَالَ لِسَارَةَ : لَوْ شِئْتِ لَبِعْتِنِي هَاجَرَ لَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يَرْزُقَنَا مِنْهَا وَلَداً ، فَيَكُونَ لَنَا خَلَفاً ، فَابْتَاعَ إِبْرَاهِيمُ عليه السلام هَاجَرَ مِنْ سَارَةَ ، فَوَقَعَ عَلَيْهَا ، فَوَلَدَتْ إِسْمَاعِيلَ عليه السلام» .

شرح‏

السند مجهول.
قوله: (كان مولده بكوثى ربا).
كوثى، كطوبى - بالثاء المثلّثة - : قرية بالعراق.
وربى - كهدى - : اسم موضع، ولعلّ كوثى نُسبت إليه.
وفي بعض كتب القصص: كوثى ربا: أرض العراق، وهي أرض ذات أشجار وأنهار.۱
وقال الجزري:
في حديث علي عليه السلام: قال له رجل: أخبرني يا أمير المؤمنين عن أصلكم معاشر قريش، فقال: نحن [قوم‏] من كوثى، أراد كوثى العراق وهي سرّة السواد، وبها ولد إبراهيم الخليل عليه السلام.۲
وقال صاحب الكامل:
اختلف في الموضع الذي ولد فيه إبراهيم عليه السلام؛ فقيل: ولد بالسوس من أرض الأهواز. وقيل: ولد ببابل. وقيل: بكوثى. وقيل: بحرّان. ولكن أباه نقله.۳
وفي بعض النسخ: «مولده بكوثى ربا» بالباء فيهما، وكأنّه تصحيف.
(وكان أبوه من أهلها) أي من أهل كوثى.

1.حكاه العلّامة المجلسي رحمة اللَّه عليه في مرآة العقول، ج ۲۶، ص ۵۵۵.

2.النهاية، ج ۴، ص ۲۰۷ (كوث).

3.الكامل في التأريخ، ج ۱، ص ۹۴ مع اختلاف يسير في اللفظ.

  • نام منبع :
    البضاعة المزجاة المجلد الرابع
    سایر پدیدآورندگان :
    احمدی جلفایی، حمید ، فاضل البخشایشی، جواد
    تعداد جلد :
    4
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
تعداد بازدید : 73698
صفحه از 568
پرینت  ارسال به