323
البضاعة المزجاة المجلد الرابع

«ألا» حرف بيّنة، و«زعمت» على صيغة المؤنّث المغائبة، والمستتر فيهما عائد إلى المحبوبة.
و«بالغيب» منصوب المحلّ على الحاليّة، أي حال كونها غائبة عنّي.
و«إذا» جواب وجزاء، تأويلها: إن كان الأمر كما زعمت، وهذا دليل على فساد زعمها؛ يعني الناصح زعمها لم يكن كريماً من حيث هو كريمها وحبيبها مكرماً عندي، ولكنّه عندي مكرّم فلم يصحّ زعمها.
والحاصل: إنّي إذا لم أكن محبّاً لمن يحبّها لم أكن محبّاً لها.

متن الحديث الحادي والستّين والخمسمائة

۰.مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى‏ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى‏ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ النُّعْمَانِ ، عَنِ الْقَاسِمِ شَرِيكِ الْمُفَضَّلِ - وَكَانَ رَجُلَ صِدْقٍ - قَالَ :
سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام ، يَقُولُ :
«خَلْقٌ‏۱ فِي الْمَسْجِدِ يَشْهَرُونَّا وَيَشْهَرُونَ أَنْفُسَهُمْ ، أُولئِكَ لَيْسُوا مِنَّا ، وَلَا نَحْنُ مِنْهُمْ ، أَنْطَلِقُ فَأُدَارِي‏۲ وَأَسْتُرُ ، فَيَهْتِكُونَ سِتْرِي، هَتَكَ اللَّهُ سُتُورَهُمْ‏۳ ، يَقُولُونَ : إِمَامٌ ، أَمَا وَاللَّهِ مَا أَنَا بِإِمَامٍ إِلَّا مَنْ‏۴ أَطَاعَنِي ، فَأَمَّا مَنْ عَصَانِي فَلَسْتُ لَهُ بِإِمَامٍ ، لِمَ يَتَعَلَّقُونَ بِاسْمِي؟ أَ لَا يَكُفُّونَ اسْمِي مِنْ أَفْوَاهِهِمْ؟ فَوَ اللَّهِ لَا يَجْمَعُنِي اللَّهُ وَإِيَّاهُمْ فِي دَارٍ» .

شرح‏

السند حسن.
قوله: (خلق في المسجد) مبتدأ.
وفي بعض النسخ: «حلق» بالحاء المهملة، وهو - بالتحريك وكبدَر - جمع حلقة.
وقوله: (يشهرونّا) صفته، والخبر قوله: (اُولئك)، أو هو الخبر، و«اُولئك» مع ما بعده جملة مستأنفة.

1.في بعض نسخ الكافي والطبعة القديمة: «حلق» بالحاء المهملة.

2.هكذا في النسخة وكثير من نسخ الكافي. وفي كلتا الطبعتين: «فأواري».

3.في بعض نسخ الكافي: «سترهم».

4.هكذا في النسخة وبعض نسخ الكافي. وفي كلتا الطبعتين: «لمن».


البضاعة المزجاة المجلد الرابع
322

أخيراً - : ابن زائدة - بالزاء والدال المهملة - الحضرمي، بالضاد المعجمة»۱ انتهى.
أقول: هذا الخبر صريح في ذمّهما ومدح المفضّل، لكنّه ضعيف بالحسين بن أحمد ويونس بن ظبيان، وكذا ما رواه الكشّي بسند فيه إرسال عن عبد اللَّه بن الوليد، قال: قال لي أبو عبد اللَّه عليه السلام: «ما تقول في مفضّل‏۲ ؟» قلت: وما عسيت أن أقول [فيه‏] بعدما سمعت منك؟! فقال: «رحمه اللَّه، لكن عامر بن جذاعة وحجر بن زائدة أتياني فعاباه عندي، فسألتهما الكفّ عنه فلم يفعلا، ثمّ سألتهما أن يكفّا عنه وأخبرتهما بسروري بذلك فلم يفعلا، فلا غفر اللَّه لهما»۳ لكنّه مرسل كما عرفت.
وقال النجاشي: «حُجر بن زائدة روى عن أبي جعفر وأبي عبد اللَّه عليهما السلام؛ ثقة صحيح المذهب، صالح من هذه الطائفة».۴
وأمّا عامر بن جذاعة فالأصحاب وإن لم يصرّحوا بتوثيقه، إلّا أنّه نقل عن الكشّي أنّه وحجر بن زائدة من الحواريّين للباقر والصادق عليهما السلام.۵
وبالجملة: سند الجرح مجروح، ومن ثمّ قال العلّامة: «والتعديل أرجح».۶
وقوله: (لكثيّر عزّة)؛ اللّام للابتداء.
وكُثيّر - بضمّ الكاف وفتح الثاء المثلّثة وكسر الياء المشدّدة - : اسم شاعر، وكان موالي أهل البيت عليهم السلام. وعزّة - بفتح العين المهملة والزاء المعجمة المشدّدة المفتوحة - : محبوبة كثيّر، والإضافة للاختصاص.
وقال بعض العامّة: إنّما صغّر؛ لأنّه كان شديد القصر، واسمه عبد الرحمن، أحد عشّاق العرب، وهو صاحب عزّة بنت جميل، وأكثر شعره فيها، وكان رافضيّاً شديد التعصّب لآل أبي طالب، وتوفّى سنة خمسين ومائة.۷
وقوله:


(ألا زعمت بالغيب إلّا أحبّهاإذا أنا لم يكرم عليَّ كريمها)

1.إيضاح الاشتباه، ص ۱۶۸، الرقم ۲۴۲.

2.في المصدر: «المفضّل».

3.اختيار معرفة الرجال، ج ۲، ص ۷۰۸.

4.رجال النجاشي، ص ۱۴۸، الرقم ۳۸۴ مع التلخيص.

5.اختيار معرفة الرجال، ج ۱، ص ۴۳، الرقم ۲۰.

6.خلاصة الأقوال، ص ۲۱۸، الرقم ۱.

7.نقله المحقّق المازندراني رحمة اللَّه عليه في شرحه، ج ۱۲، ص ۵۳۸ بعنوان «قيل».

  • نام منبع :
    البضاعة المزجاة المجلد الرابع
    سایر پدیدآورندگان :
    احمدی جلفایی، حمید ، فاضل البخشایشی، جواد
    تعداد جلد :
    4
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
تعداد بازدید : 73735
صفحه از 568
پرینت  ارسال به