التفرقة بين المشركين،۱ انتهى.
وقال بعض الأفاضل: إنّ ارتجازه في بعض ما ظفرنا عليه من السير هكذا:
يا ربّ إمّا خرجوا بطالبفي مقنب من هذه المقانب
فاجعلهم المغلوب غير غالبوارددهم المسلوب غير السّالب
وقال صاحب الكامل في ذكر قصّة بدر: وكان بين طالب ابن أبي طالب وهو في القوم وبين بعض قريش محاورة فقالوا: واللَّه لقد عرفنا أنّ هواكم مع محمّد، فرجع طالب فيمن رجع إلى مكّة. وقيل: إنّه اُخرج كرهاً فلم يوجد في الأسرى ولا في القتلى ولا فيمن رجع إلى مكّة، وهو الذي يقول:
يا ربّ إمّا يعزّزن طالبفي مقنب من هذه المقانب
فليكن المسلوب غير السالبوليكن المغلوب غير الغالب۲
ثمّ قال الفاضل المذكور: أقول: على ما نقلناه من الكتابين ظهر أنّه لم يكن راضياً بهذه المقالة، وكان يريد ظفر النبيّ صلى اللَّه عليه وآله إمّا لأنّه كان قد أسلم كما تدلّ عليه المرسلة، أو لمحبّة القرابة، فالذي يخطر بالبال في توجيه ما في الخبر أن يكون قوله: «بجعله» بدل اشتمال لقوله «بطالب» أي إمّا تجعل الرسول صلى اللَّه عليه وآله غالباً بمغلوبيّة طالب حال كونه في مقانب عسكر مخالفيه الذين يطلبون الغلبة عليه، بأن تجعل طالباً مسلوب الثياب والسلاح غير سالب لأحد من عسكر النبيّ صلى اللَّه عليه وآله، وبجعله مغلوباً منهم غير غالب عليهم.
وفي النسخة القديمة التي عندنا هكذا:
يا ربّ إمّا يغززن بطالبفي مقنب من هذه المقانب
في مقنب المغالب المحاربفاجعله المسلوب غير السالب
واجعله المغلوب غير الغالب
وهو أظهر، ويوافق ما نقلناه من السِّير. ويؤيّد ما ذكرنا من البيان والتفسير كما لا يخفى،۳ انتهى.
1.قاله المحقّق المازندراني رحمة اللَّه عليه في شرحه، ج ۱۲، ص ۵۴۰ مع التلخيص واختلاف في اللفظ.
2.الكامل في التأريخ، ج ۲، ص ۱۲۱.
3.قاله العلّامة المجلسي رحمة اللَّه عليه في مرآة العقول، ج ۲۶، ص ۵۶۱ و ۵۶۲ مع التلخيص.