قال الفيروزآبادي: «أتى - كعنى - : أشرف عليه العدوّ. واُتي عليه الدهر: أهلكه».۱(فسلّط اللَّه - عزّ وجلّ - عليهم الخوف حتّى أصبحوا).
قد عرفت سبب خوفهم.
وقال بعض الشارحين بعد تفسير قوله عليه السلام: «ولكنّهم خلفوا» بالمخالفة في ادّعاء الخلافة كما عرفت آنفاً: أنّ تسليط الخوف عليهم في كلّ ليلة، خصوصاً في ليلة القدر؛ لأنّ كلّ خائن خائف، وقد مرّ في تفسير «إنّا أنزلناه» في كتاب [الحجّة] عن أبي عبد اللَّه عليه السلام في حديثٍ طويل قال: «إن كانا - أي الأوّلان - ليعرفان تلك الليلة، أي ليلة القدر بعد رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله من شدّة ما تداخلهما من الرعب»۲ هذا كلامه،۳ فتأمّل.
ثمّ اعلم أنّه لا دلالة في الآية على قبول توبتهم؛ لما ذكرنا من الاحتمالات في تفسير قوله تعالى: «ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا».
متن الحديث الثامن والستّين والخمسمائة
۰.مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ :
عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه السلام ، قَالَ : تَلَوْتُ«التَّائِبُونَ الْعابِدُونَ»۴فَقَالَ :«لَا ، اقْرَأِ «التَّائِبِينَ الْعَابِدِينَ» إِلى آخِرِهَا ، فَسُئِلَ عَنِ الْعِلَّةِ فِي ذلِكَ ، فَقَالَ : اشْتَرى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ التَّائِبِينَ الْعَابِدِينَ» .
شرح
السند ضعيف.
قوله: (تلوت) أي قرأت.
«التَّائِبُونَ الْعابِدُونَ».
قال اللَّه - عزّ وجلّ - في سورة التوبة: «إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنْ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ