343
البضاعة المزجاة المجلد الرابع

وَبَرَكاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ»1 وَهُوَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ : «إِنَّ اللَّهَ اصْطَفى‏ آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْراهِيمَ وَآلَ عِمْرانَ عَلَى الْعالَمِينَ * ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ».2«لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ» يَقُولُ : لَسْتُمْ بِيَهُودٍ فَتُصَلُّوا قِبَلَ الْمَغْرِبِ ، وَلَا نَصَارى‏ فَتُصَلُّوا قِبَلَ الْمَشْرِقِ ، وَأَنْتُمْ عَلى‏ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ عليه السلام ، وَقَدْ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : «ما كانَ إِبْراهِيمُ يَهُودِيًّا وَلا نَصْرانِيًّا وَلكِنْ كانَ حَنِيفاً مُسْلِماً وَما كانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ».3
وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ : «يَكادُ زَيْتُها يُضِى‏ءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نارٌ نُورٌ عَلى‏ نُورٍ يَهْدِى اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشاءُ» يَقُولُ : مَثَلُ أَوْلَادِكُمُ الَّذِينَ يُولَدُونَ مِنْكُمْ كَمَثَلِ الزَّيْتِ الَّذِي يُعْصَرُ مِنَ الزَّيْتُونِ «يَكادُ زَيْتُها يُضِى‏ءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نارٌ نُورٌ عَلى‏ نُورٍ يَهْدِى اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشاءُ» يَقُولُ : يَكَادُونَ أَنْ يَتَكَلَّمُوا بِالنُّبُوَّةِ وَلَوْ لَمْ يُنْزَلْ عَلَيْهِمْ مَلَكٌ» .

شرح‏

السند ضعيف.
قوله: (في قول اللَّه عزّ وجلّ) في سورة الشورى: «قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْناً»۴.
رووا عن ابن عبّاس في سبب نزول هذه الآية أنّ النبيّ صلى اللَّه عليه وآله لمّا قدم المدينة أتاه الأنصار وقالوا: إنّك ابن اُختنا، وقد هدانا اللَّه على يديك، وتنوبك نوائب وحقوق، وليس لك عندها سعة، فرأينا أن نجمع لك من أموالنا شطراً، ونأتيك به وتستعين على ما ينوبك، فنزلت هذه الآية.۵
قال قتادة: اجتمع المشركون في مجمع لهم، فقال بعضهم لبعض: أترون محمّداً يسأل على ما يتعاطاه أجراً، فأنزل اللَّه هذه الآية.۶
واختلف المفسّرون في معناه على أربعة أقوال:
أحدها: أنّ معنى قوله «إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى»: إلّا أن تودّوني في نفسي لقرابتي منكم،

1.هود (۱۱): ۷۳.

2.آل عمران (۳): ۳۳ و ۳۴.

3.آل عمران (۳): ۶۷.

4.الشورى (۴۲): ۲۳.

5.شواهد التنزيل، ج ۲، ص ۲۰۲؛ فتح الباري، ج ۸، ص ۴۳۳؛ تفسير الثعلبي، ج ۸، ص ۳۱۰.

6.تفسير الثعلبي، ج ۸، ص ۳۱۰؛ أسباب النزول للواحدي، ص ۲۵۱.


البضاعة المزجاة المجلد الرابع
342

وَفِي قَوْلِ اللَّهِ‏1 عَزَّ وَجَلَّ : «وَالنَّجْمِ إِذا هَوى‏» قَالَ : أُقْسِمُ بِقَبْرِ2 مُحَمَّدٍ إِذَا قُبِضَ «ما ضَلَّ صاحِبُكُمْ» بِتَفْضِيلِهِ أَهْلَ بَيْتِهِ «وَما غَوى‏ * وَما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى‏» يَقُولُ : مَا يَتَكَلَّمُ بِفَضْلِ أَهْلِ بَيْتِهِ بِهَوَاهُ وَهُوَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ : «إِنْ هُوَ إِلّا وَحْيٌ يُوحى‏».3
وَقَالَ اللَّهُ - عَزَّ وَجَلَّ - لِمُحَمَّدٍ صلى اللَّه عليه وآله : «قُلْ لَوْ أَنَّ عِنْدِى ما تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ لَقُضِىَ الْأَمْرُ بَيْنِى وَبَيْنَكُمْ»4 قَالَ : لَوْ أَنِّي أُمِرْتُ أَنْ أُعْلِمَكُمُ الَّذِي أَخْفَيْتُمْ فِي صُدُورِكِمْ مِنِ اسْتِعْجَالِكُمْ بِمَوْتِي لِتَظْلِمُوا أَهْلَ بَيْتِي مِنْ بَعْدِي ، فَكَانَ مَثَلُكُمْ كَمَا قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : «كَمَثَلِ الَّذِى اسْتَوْقَدَ ناراً فَلَمَّا أَضاءَتْ ما حَوْلَهُ»5 يَقُولُ : أَضَاءَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ مُحَمَّدٍ كَمَا تُضِي‏ءُ الشَّمْسُ ، فَضَرَبَ‏6 مَثَلَ مُحَمَّدٍ صلى اللَّه عليه وآله الشَّمْسَ ، وَمَثَلَ الْوَصِيِّ الْقَمَرَ، وَهُوَ قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ : «جَعَلَ الشَّمْسَ ضِياءً وَالْقَمَرَ نُوراً»7 وَقَوْلُهُ : «وَآيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهارَ فَإِذا هُمْ مُظْلِمُونَ»8وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ : «ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِى ظُلُماتٍ لا يُبْصِرُونَ»9يَعْنِي قُبِضَ مُحَمَّدٌ صلى اللَّه عليه وآله وَظَهَرَتِ الظُّلْمَةُ ، فَلَمْ يُبْصِرُوا10 فَضْلَ أَهْلِ بَيْتِهِ ، وَهُوَ قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ : «وَإِنْ تَدْعُوهُمْ إِلَى الْهُدى‏ لا يَسْمَعُوا وَتَراهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ وَهُمْ لا يُبْصِرُونَ».11
ثُمَّ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله وَضَعَ الْعِلْمَ الَّذِي كَانَ عِنْدَهُ عِنْدَ الْوَصِيِّ ، وَهُوَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ : «اللَّهُ نُورُ السَّمواتِ وَالْأَرْضِ»12 يَقُولُ : أَنَا هَادِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ، مَثَلُ الْعِلْمِ الَّذِي أَعْطَيْتُهُ - وَهُوَ نُورِيَ الَّذِي يُهْتَدى‏ بِهِ - مَثَلُ الْمِشْكَاةِ فِيهَا الْمِصْبَاحُ ، فَالْمِشْكَاةُ قَلْبُ مُحَمَّدٍ صلى اللَّه عليه وآله ، وَالْمِصْبَاحُ النُّورُ الَّذِي فِيهِ الْعِلْمُ ، وَقَوْلُهُ : «الْمِصْباحُ فِى زُجاجَةٍ» يَقُولُ : إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أَقْبِضَكَ ، فَاجْعَلِ الَّذِي عِنْدَكَ عِنْدَ الْوَصِيِّ كَمَا يُجْعَلُ الْمِصْبَاحُ فِي الزُّجَاجَةِ «كَأَنَّها كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ» فَأَعْلَمَهُمْ فَضْلَ الْوَصِيِّ «يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبارَكَةٍ»13فَأَصْلُ الشَّجَرَةِ الْمُبَارَكَةِ إِبْرَاهِيمُ عليه السلام ، وَهُوَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ : «رَحْمَتُ اللَّهِ

1.هكذا في النسخة وبعض نسخ الكافي. وفي كلتا الطبعتين: «قوله» بدل «قول اللَّه».

2.هكذا في النسخة وبعض نسخ الكافي. وفي كلتا الطبعتين: «بقبض».

3.النجم (۵۳): ۱ - ۴.

4.الأنعام (۶): ۵۸.

5.البقرة (۲): ۱۷.

6.هكذا في النسخة وبعض نسخ الكافي. وفي كلتا الطبعتين: + «اللَّه».

7.يونس (۱۰): ۵.

8.يس (۳۶): ۳۷.

9.في بعض نسخ الكافي: «فلم تبصروا».

10.الأعراف (۷): ۱۹۸.

11.النور (۲۴): ۳۵.

  • نام منبع :
    البضاعة المزجاة المجلد الرابع
    سایر پدیدآورندگان :
    احمدی جلفایی، حمید ، فاضل البخشایشی، جواد
    تعداد جلد :
    4
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
تعداد بازدید : 92866
صفحه از 568
پرینت  ارسال به