351
البضاعة المزجاة المجلد الرابع

وقال الفيروزآبادي:
هوى الشي‏ء: سقط من علوّ إلى سفل. والرجل هوه - بالضمّ - : صعد وارتفع. والهوى - بالفتح - للإصعاد، والهُوي - بالضمّ - للانحدار.۱(قال: اُقسم بقبر محمّد).
في بعض النسخ: «بقبض محمّد».
(إذا قبض) أي المراد بالنجم هنا رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله، وإطلاقه عليه من باب الاستعارة والتشبيه شائع في الأخبار والآيات، وقد مرّ في الاُصول في تفسير قوله تعالى: «وَعَلَامَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ»۲ أنّ المراد بالعلامات أي الأئمّة عليهم السلام، وبالنجم رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله، والمراد بهواه أي سقوطه وهبوطه وغروبه، أو صعوده موته صلى اللَّه عليه وآله وغيبته في التراب، أو صعود روحه إلى الملكوت.
«مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ».
قال البيضاوي:
الخطاب لقريش، أي ما عدل محمّد صلى اللَّه عليه وآله عن الطريق المستقيم.
«وَمَا غَوَى»: وما اعتقد باطلاً. والمراد نفي ما ينسبون إليه.
«وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى»؛ وما يصدر نطقه بالقرآن عن الهوى.
«إِنْ هُوَ» أي القرآن، أو الذي نطق به.
«إِلَّا وَحْىٌ يُوحَى»۳ إلّا وحي يوحيه اللَّه.۴(وقال اللَّه - عزّ وجلّ - لمحمّد صلى اللَّه عليه وآله) في سورة الأنعام: «قُلْ لَوْ أَنَّ عِندِي» أي عند قدرتي ومكنتي.
«مَا تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ» على تفسيره عليه السلام الموصول عبارة عن موته صلى اللَّه عليه وآله، واستعجالهم به ليظلموا أهل بيته. وعلى قول المفسّرين‏۵ عبارة عمّا استعجلوا به من العذاب بقوله:

1.القاموس المحيط، ج ۴، ص ۴۰۴ (هوي) مع التلخيص.

2.النحل (۱۶): ۱۶.

3.النجم (۵۳): ۲ - ۴.

4.تفسير البيضاوي، ج ۵، ص ۵۲۵ مع تفاوت يسير في اللفظ.

5.اُنظر: التبيان، ج ۴، ص ۱۵۳؛ الكشّاف، ج ۲، ص ۲۴؛ مجمع البيان، ج ۴، ص ۶۹.


البضاعة المزجاة المجلد الرابع
350

إسقاط الواو، لكن في النسخ التي رأيناها إثباته.
(وهو قول اللَّه عزّ وجلّ) في سورة الأنبياء.
والمناسب إرجاع الضمير إلى قوله: «فقال المنافقون عند ذلك» إلى قولهم: «ثمّ لا نعيدها فيهم أبداً».
«وَأَسَرُّوا النَّجْوَى».
قال البيضاوي: «بالغوا في إخفائها وجعلوها بحيث خفي تناجيهم بها».۱«الَّذِينَ ظَلَمُوا» بدل من واو «أسرّوا» للإيماء بأنّهم ظلموا فيما أسرّوا به، أو فاعل له والواو لعلامة الجمع أو مبتدأ، أو الجملة المتقدّمة خبره، وأصله: وهؤلاء أسرّوا النجوى، فوضع الموصول موضعه تسجيلاً على فعلهم بأنّه ظلم، أو منصوب على الذمّ.
«هَلْ هَذَا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ أَفَتَأْتُونَ السِّحْرَ وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ»۲ بأسره في موضع النصب بدلاً من نجوى، أو مفعولاً لقول متقدّر، كأنّهم استدلّوا بكونه بشراً على كذبه في ادّعاء الرسالة؛ لاعتقادهم أنّ الرسول لا يكون إلّا ملكاً، واستلزموا ما جاء به من الخوارق كالقرآن أنّه سحر، وأنكروا حضوره، وإنّما أسرّوا به تشاوراً في استنباط ما يهدم أمره ويظهر فساده للناس.
أقول: الغرض من ذكر الآية هنا أنّها نزلت في شأن هؤلاء المنافقين المنكرين لولاية أمير المؤمنين، الجاحدين نزولها من عند ربّ العالمين، وهم الذين تعاهدوا وتعاقدوا أن لا يردّوا الأمر إلى أمير المؤمنين عليه السلام، وهذه كانت نجواهم وظلمهم، وقالوا: ليس عليّ إلّا بشرٌ مثلكم، وما جاء به محمّد صلى اللَّه عليه وآله في أمره سحرٌ، أفتقبلون السحر وأنتم من أهل البصيرة، أو وأنتم تعلمون أنّه سحر؟
(وفي قول اللَّه عزّ وجلّ:«وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى»۳).
قال البيضاوي:
أقسم بجنس النجوم أو الثّريا؛ فإنّه غلّب فيه إذا علا وصعد، أو بالنجم من نجوم القرآن إذا نزل، أو النبات إذا سقط على الأرض، أو إذا نما ارتفع.۴

1.لم نعثر عليه في تفسير البيضاوي.

2.الأنبياء (۲۱): ۳.

3.النجم (۵۳): ۱.

4.تفسير البيضاوي، ج ۵، ص ۲۵۲ مع التلخيص.

  • نام منبع :
    البضاعة المزجاة المجلد الرابع
    سایر پدیدآورندگان :
    احمدی جلفایی، حمید ، فاضل البخشایشی، جواد
    تعداد جلد :
    4
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
تعداد بازدید : 93254
صفحه از 568
پرینت  ارسال به