في رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله:
أنت الأمين محمّدقرم أغرّ مسود
لمسودين أطاهركرموا وطاب المولد
أنت السعيد من السعو...د تكنفتك الأسعد
من لدن آدم لم يزلفينا وصيٌ مرشد
ولقد عرفتك صادقاًوالقول لا يتفنّد
ما زلت تنطق بالصوابوأنت طفلٌ أمرد۱
وتحقيق هذه الجملة يقتضي أن تكون الشجرة المباركة المذكورة في هذه الآية هي دوحة التّقى والرضوان وعترة الهدى والإيمان، شجرةٌ أصلها النبوّة، وفرعها الإمامة، وأغصانها التنزيل، وأوراقها التأويل، وخدمها جبرئيل وميكائيل.
وثانيها أنّها مثلٌ ضربه اللَّه للمؤمن، المشكاة نفسه، والزجاجة صدره، والمصباح الإيمان، والقرآن في قلبه، يوقد من شجرة مباركة هي الإخلاص للَّه وحده لا شريك له، فهي خضراء ناعمة كشجرة التفّ بها الشجر، فلا يصيبها الشمس على أيّ حال كانت؛ لا إذا طلعت، ولا إذا غربت، وكذلك المؤمن قد احترز من أن يصيبه شيء من الفتن، فهو بين أربع خِلال؛ إن اُعطي شكر، وإن ابتُلي صبر، وإن حكمَ عدل، وإن قالَ صدق، فهو في سائر الناس كالرجل الحيّ يمشي بين قبور الأموات. «نُورٌ عَلَى نُورٍ»؛ كلامه نورٌ، وعمله نور، ومدخله نور، ومخرجه نور، ومصيره إلى نور يوم القيامة. عن اُبيّ بن كعب.
وثالثها: أنّ مثل القرآن في قلوب المؤمن فكما أنّ هذا المصباح يستضاء به، وهو كما هو لا ينقص، فكذلك [القرآن] يهتدى به ويعمل به، فالمصباح هو القرآن، والزجاجة قلب المؤمن، والمشكاة لسانه وفمه، والشجرة المباركة شجرة الوحي «يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ»؛ يكاد حجج القرآن يتّضح وإن لم يقرأ.
وقيل: يكاد حجج اللَّه على خلقه تضيء لمن تفكّر فيها وتدبّرها، ولو لم ينزل القرآن «نُورٌ عَلَى نُورٍ»؛ يعني أنّ القرآن نورٌ مع سائر الأدلّة قبله، فازدادوا به نوراً على نور. عن الحسن وابن زيد.