367
البضاعة المزجاة المجلد الرابع

وكلمة «ما» في قوله: (ما كانت عنده) مصدريّة ظرفيّة.
(ومن ارتبط فينا سلاحاً).
قال الفيروزآبادي: «ارتبط فرساً: اتّخذه للرباط».۱
وقال: «السّلاح: آلة الحرب، أو حديدتها، ويؤنّث، والسيف والقوس بلا وتر، والعصا».۲
ثمّ رغّب في الصبر وترك الجزع والقنوط بتأخير الفرج، فقال: (لا تجزعوا من مرّة) أي من عدم نزول النصرة إلينا وغلبة العدوّ علينا مرّة.
(ولا من مرّتين، ولا من ثلاث، ولا [من‏] أربع) كما في أمر الحسين عليه السلام وزيد بن علي، وكانصراف الأمر عند انقراض بني اُميّة إلى بني عبّاس، بل اصبروا؛ فإنّ اللَّه يأتي بالفرج، والاُمور مرهونة بأوقاتها.
وقيل: كأنّ المرّة ناظرة إلى زمن عليّ عليه السلام، والثانية إلى زمن الحسن عليه السلام، والثالثة إلى زمن الحسين عليه السلام، والرابعة إلى زمن زيد؛ لأنّه لو غلب لردّ الحقّ إلى أهله كما مرّ، أو إلى زمن الرضا عليه السلام على احتمال، أو ذكرها من باب الاستطراد المعروف في الكلام.۳
وقوله: (فما ضربوا بسيف ولا طعنوا برمح)؛ الظاهر أنّ الفعلين في المواضع على البناء للمجهول مع إمكان قراءتهما على صيغة المعلوم.

متن الحديث السادس والسبعين والخمسمائة

۰.عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ بَكْرِ بْنِ صَالِحٍ وَالنَّوْفَلِيِّ وَغَيْرِهِمَا :
يَرْفَعُونَهُ إِلى‏ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام ، قَالَ :
«كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله لَا يَتَدَاوى‏ مِنَ الزُّكَامِ ، وَيَقُولُ : مَا مِنْ أَحَدٍ إِلَّا وَبِهِ عِرْقٌ مِنَ الْجُذَامِ ، فَإِذَا أَصَابَهُ الزُّكَامُ قَمَعَهُ» .

شرح‏

السند ضعيف.
قوله: (لا يتداوى من الزكام).

1.القاموس المحيط، ج ۲، ص ۳۶۱ (ربط).

2.القاموس المحيط، ج ۱، ص ۲۲۹ (سلح) مع التلخيص.

3.قاله المحقّق المازندراني رحمة اللَّه عليه في شرحه، ج ۱۲، ص ۵۵۲ مع اختلاف يسير في اللفظ.


البضاعة المزجاة المجلد الرابع
366

سَأَنْصُرُكَ ، فَجَمَعَهُمْ ، ثُمَّ تَوَجَّهَ بِهِمْ ، فَمَا ضَرَبُوا بِسَيْفٍ وَلَا طَعَنُوا بِرُمْحٍ حَتّى‏ انْهَزَمُوا ، ثُمَّ أَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِ : أَنِ ادْعُ قَوْمَكَ إِلَى الْقِتَالِ ، فَإِنِّي سَأَنْصُرُكَ ، فَدَعَاهُمْ ، فَقَالُوا : وَعَدْتَنَا النَّصْرَ ، فَمَا نُصِرْنَا ، فَأَوْحَى اللَّهُ - عَزَّوَجَّل - إِلَيْهِ : إِمَّا أَنْ تَخْتَارُوا۱ الْقِتَالَ أَوِ النَّارَ ، فَقَالَ : يَا رَبِّ ، الْقِتَالُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنَ النَّارِ ، فَدَعَاهُمْ فَأَجَابَهُ مِنْهُمْ ثَلَاثُمِائَةٍ وَثَلَاثَةَ عَشَرَ عِدَّةَ أَهْلِ بَدْرٍ ، فَتَوَجَّهَ بِهِمْ ، فَمَا ضَرَبُوا بِسَيْفٍ وَلَا طَعَنُوا بِرُمْحٍ حَتّى‏ فَتَحَ اللَّهُ - عَزَّ وَجَلَّ - لَهُمْ» .

شرح‏

السند ضعيف، وأبو عبد اللَّه الجعفي كنية لعمرو بن شمر.
قوله: (كم الرباط عندكم).
الرباط: الإرصاد في أطراف بلاد المسلمين للإعلام بأحوال المشركين على تقدير هجومهم، وهو مستحبّ استحباباً مؤكّداً دائماً مع حضور الإمام وغيبته، وأقلّه ثلاثة أيّام، وأكثره أربعون يوماً، فإن زاد ألحق بالجهاد في الثواب، لا أنّه يخرج عن وصف الرباط.
(قلت: أربعون) أي أربعون يوماً.
(قال: لكن رباطنا رباط الدهر).
لعلّ المراد الرباط لنا، أو الرباط عندنا، والأوّل أنسب بما بعده.
وقال في القاموس: «الدهر: الزمان الطويل، وألف سنة - وتفتح الهاء - والنازلة، والهمّة، والغاية، والعادة، والغلبة».۲
أقول: لعلّ المراد أنّه يجب على الشيعة أن يربطوا أنفسهم دائماً على طاعة الإمام الحقّ، وانتظار فرجه، والتهيئ لنصرته، حاضراً كان أم غائباً. وقيل: كأنّه إشارة إلى إمهال الفرج.
وقوله: (كان له وزنها ووزن وزنها).
ولعلّ المراد مثلها وضعفها ثواباً؛ أي كان له كلّ يوم ثواب التصدّق بوزنها وضعفها ذهباً أو فضّة. وقيل: يحتمل أن يكون من قبيل تشبيه المعقول بالمحسوس، أي له من الثواب كمثلي وزن الدابّة.۳

1.في الطبعة القديمة: «أن يختاروا».

2.القاموس المحيط، ج ۲، ص ۳۳ (دهر) مع التلخيص.

3.قاله العلّامة المجلسي رحمة اللَّه عليه في‏غ مرآة العقول، ج ۲۶، ص ۵۸۲.

  • نام منبع :
    البضاعة المزجاة المجلد الرابع
    سایر پدیدآورندگان :
    احمدی جلفایی، حمید ، فاضل البخشایشی، جواد
    تعداد جلد :
    4
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
تعداد بازدید : 72022
صفحه از 568
پرینت  ارسال به