بِصَيَّادٍ قَدْ أَلْقى شَبَكَتَهُ ، فَأَخْرَجَهَا وَلَيْسَ فِيهَا إِلَّا سَمَكَةٌ رَدِيَّةٌ قَدْ مَكَثَتْ عِنْدَهُ حَتّى صَارَتْ رِخْوَةً مُنْتِنَةً ، فَقَالَ لَهُ : بِعْنِي هذِهِ السَّمَكَةَ ، وَأُعْطِيكَ هذَا الْغَزْلَ تَنْتَفِعُ بِهِ فِي شَبَكَتِكَ ، قَالَ : نَعَمْ ، فَأَخَذَ السَّمَكَةَ ، وَدَفَعَ إِلَيْهِ الْغَزْلَ ، وَانْصَرَفَ بِالسَّمَكَةِ إِلى مَنْزِلِهِ .
فَأَخْبَرَ زَوْجَتَهُ الْخَبَرَ ، فَأَخَذَتِ السَّمَكَةَ لِتُصْلِحَهَا ، فَلَمَّا شَقَّتْهَا ، بَدَتْ مِنْ جَوْفِهَا لُؤْلُؤَةٌ ، فَدَعَتْ زَوْجَهَا فَأَرَتْهُ إِيَّاهَا ، فَأَخَذَهَا فَانْطَلَقَ بِهَا إِلَى السُّوقِ ، فَبَاعَهَا بِعِشْرِينَ أَلْفَ دِرْهَمٍ ، وَانْصَرَفَ إِلى مَنْزِلِهِ بِالْمَالِ فَوَضَعَهُ ، فَإِذَا سَائِلٌ يَدُقُّ الْبَابَ ، وَيَقُولُ : يَا أَهْلَ الدَّارِ ، تَصَدَّقُوا رَحِمَكُمُ اللَّهُ عَلَى الْمِسْكِينِ ، فَقَالَ لَهُ الرَّجُلُ : ادْخُلْ ، فَدَخَلَ ، فَقَالَ لَهُ : خُذْ إِحْدَى الْكِيسَيْنِ ، فَأَخَذَ إِحْدَاهُمَا ، وَانْطَلَقَ ، فَقَالَتْ لَهُ امْرَأَتُهُ : سُبْحَانَ اللَّهِ بَيْنَمَا نَحْنُ مَيَاسِيرُ إِذْ ذَهَبْتَ بِنِصْفِ يَسَارِنَا ، فَلَمْ يَكُنْ ذلِكَ بِأَسْرَعَ مِنْ أَنْ دَقَّ السَّائِلُ الْبَابَ ، فَقَالَ لَهُ الرَّجُلُ : ادْخُلْ ، فَدَخَلَ فَوَضَعَ الْكِيسَ فِي مَكَانِهِ ، ثُمَّ قَالَ : كُلْ هَنِيئاً مَرِيئاً ، إِنَّمَا أَنَا مَلَكٌ مِنْ مَلَائِكَةِ رَبِّكَ ، إِنَّمَا أَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُوَكَ ، فَوَجَدَكَ شَاكِراً ، ثُمَّ ذَهَبَ» .
شرح
السند مجهول.
قوله: (محارفاً).
قال الجوهري: «رجلٌ محارف - بفتح الراي - أي محدود محروم، وهو خلاف قولك: مبارك».۱
وقال الجزري:
المحارف - بفتح الراء - هو المحروم المحدود الذي إذا طلب فلا يُرزق. و[قد ]حُورف كسب فلان: إذا شدّد عليه في معاشه وضيّق كأنّه ميلَ برزقه عنه من الانحراف عن الشيء، وهو الميل عنه.۲
وقوله: (نصلاً من غزل).
قال الفيروزآبادي: «النصل: الغزل قد خرج من المغزل».۳
وقال: «غزلت القطن تغزله، فهو غزل - بالفتح - أي مغزول».۴
1.الصحاح، ج ۴، ص ۱۳۴۲ (حرف).
2.النهاية، ج ۱، ص ۳۷۰ (حرف) مع التلخيص.
3.القاموس المحيط، ج ۴، ص ۵۷ (نصل) مع التلخيص.
4.القاموس المحيط، ج ۴، ص ۲۴ (غزل) مع التلخيص.