387
البضاعة المزجاة المجلد الرابع

وقال الجوهري: «محقه يمحقه محقاً، أي أبطله ومحاه».۱(بالمثلات).
قال الجوهري: «المثلة - بفتح الميم وضمّ الثاء - : العقوبة، الجمع: المثلات».۲(واحتصد من احتصد) أي أهلكهم واستأصلهم.
قال الفيروزآبادي: «حصد الزرع والنبات حصداً وحصاداً: قطعه بالمنجل، كاحتصده».۳(بالنقمات).
قال الجوهري:
انتقم اللَّه منه، أي عاقبه. والاسم منه: النقمة، والجمع: نقمات. ونقم مثل كلمة وكلمات وكلم، وإن شئت سكّنت القاف ونقلت حركتها إلى النون، فقلت: نقمة، والجمع: نقم، مثل نعمة ونِعَمْ.۴(وكيف رزق وهدى) إلى سبيل الرزق، أو طريق الحقّ أيضاً.
(وأعطى) كلّ شي‏ء خلقه وكماله اللّائق به.
(وأراهم حكمه، كيف حكم).
في بعض النسخ القديمة: «حلمه كيف حلم» هنا، وفي السابق: «حكمه كيف حكم»، أي أراهم بما ركز فيهم من البصيرة العقليّة أنّ حكمه في كلّ شي‏ء نافذ بلا مانع بمجرّد الإرادة والقضاء، فلا يشكل عليه شي‏ء من حيث الإيجاد والإفناء.
(وصبر حتّى يسمع ما يسمع ويرى) من الأقوال الكاذبة، والأعمال الخاطئة القبيحة، والأخلاق الذميمة، ونحوها.
(فبعث اللَّه - عزّ وجلّ - محمّداً صلى اللَّه عليه وآله بذلك).
هذا كالتأكيد للسابق، وذلك إشارة إلى الحقّ.
(ثمّ إنّه سيأتي عليكم من بعدي زمان) كزمان استيلاء بني اُميّة وبني العبّاس وأضرابهم.
(وليس عند أهل ذلك الزمان سلعة أبور)؛ على صيغة أفعل التفضيل من البَور والبوار، وهو

1.القاموس المحيط، ج ۴، ص ۱۵۵۳ (محق).

2.الصحاح، ج ۵، ص ۱۸۱۶ (مثل).

3.. القاموس المحيط، ج ۱، ص ۲۸۸ (حصد) مع التلخيص.

4.الصحاح، ج ۵، ص ۲۰۴۵ (نقم).


البضاعة المزجاة المجلد الرابع
386

من غير أن يروه بالرؤية العينيّة؛ لأنّها عليه محال، بل ظهر فيه بسبب إظهار عظمته المطلقة وقدرته الكاملة وحكمته البالغة بذكر إيجاد الكائنات بعبارات شريفة ومعاني لطيفة متّصفة بالإيجاز والإعجاز.۱
والحاصل: أنّه عليه السلام أشار إلى ظهوره تعالى لهم في تذكيره إيّاهم في كتابه ما أراهم من عجائب مصنوعاته، وبما خوّفهم به من وعيده، وبتذكيرهم أنّه كيف محق القرون الماضية بالنقمات واحتصدهم بالعقوبات، كلّ ذلك عبارة عن ظهوره وجلائه تعالى لخلقه من غير رؤية له بإدراك الحواسّ.
ونقل عن بعض الفضلاء أنّه قال: يحتمل أن يريد بتجلّيه في كتابه ظهوره في عجائب مصنوعاته ومكوّناته، ويكون لفظ الكتاب استعارة في العالم.۲(فأراهم حلمه كيف حلم).
الفاء لتفصيل مراتب تجلّياته تعالى في كتابه. والحِلم - بالكسر - : الأناة، والعقل. وقد حلم ككرم.
وقيل: حلمه تعالى عن عقوبة العبد مع استحقاقه لها إمّا لعلمه بأنّه سيرجع، أو بأنّه سيولد منه مؤمن، أو لاستدراجه.۳(وأراهم عفوه كيف عفا) عن ذنوبهم بالتوبة، أو الدعاء، أو الشفاعة، أو بدونها تفضّلاً في الجملة.
(وأراهم قدرته) أي آثارها.
(كيف قدر) على الممكنات وإيجادها وإبقاءها وإفنائها بمجرّد إرادة من غير رؤية وآلة.
(وخوّفهم من سطوته) عطف على «أراهم»، وعطفه على «قدر» بعيد.
قال الفيروزآبادي: «سطا عليه وبه سطواً وسطوة: صال، أو قهر بالبطش».۴(وكيف محق من محق من العصاة) كقوم نوح وعاد وثمود.

1.القائل هو المحقّق المازندراني رحمة اللَّه عليه في شرحه، ج ۱۲، ص ۵۶۱ مع التلخيص و اختلاف يسير في اللفظ.

2.نقله العلّامة المجلسي رحمة اللَّه عليه في‏غ مرآة العقول، ج ۲۶، ص ۵۹۰.

3.قاله المحقّق المازندراني رحمة اللَّه عليه في شرحه، ج ۱۲، ص ۵۶۱ مع اختلاف في اللفظ.

4.القاموس المحيط، ج ۴، ص ۳۴۲ (سطو).

  • نام منبع :
    البضاعة المزجاة المجلد الرابع
    سایر پدیدآورندگان :
    احمدی جلفایی، حمید ، فاضل البخشایشی، جواد
    تعداد جلد :
    4
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
تعداد بازدید : 98338
صفحه از 568
پرینت  ارسال به