389
البضاعة المزجاة المجلد الرابع

غلبني، وثقُل عليّ. وعال الأمر، أي اشتدّ وتفاقم.
ولعلّه على نسخة الأصل من التملية، أو التملّي.
قال الجوهري في الناقص: «ملّاك اللَّه حبيبك، أي متّعك به، وأعاشك معه طويلاً. وتملّيت عمري: استمتعت منه».۱
أو من الملو، قال الفيروزآبادي: «ملا يملو مَلْواً، أي سار شديداً أو عدا».۲
والباء للتعدية، أي سيّرتهم الأهواء، وسارعت بهم إلى الضلالة.
وقيل: كأنّ «تمالت» أصله تمايلت بالنقل، كما في شاكي السلاح، ثمّ بالقلب والحذف، أو تمالأت بتخفيف الهمزة بمعنى تعاونت وتساعدت.
وقيل: يحتمل أن يكون بتشديد اللّام تفاعلاً من الملال، أي بالغوا في متابعة الأهواء حتّى كأنّها ملّت بهم.
(وتوارثوا ذلك من الآباء) أي أنّ ذلك المذكور من الخصال الذميمة والفِعال الكريهة شنشنةٌ اتّخذها الأبناء من الآباء، واستمرّ بهم أزمنة متطاولة.
(وعملوا بتحريف الكتاب كذباً) على اللَّه ورسوله، وفي ادّعاء العلم به.
(وتكذيباً) للراسخين في العلم ومَن يحذو حذوهم من حَمَلَة الكتاب وحَفَظته.
(فباعوه بالبخس) أي بزخارف الدُّنيا الفانية الزائلة.
قال الجوهري: «البخس: الناقص. ومصدر بخسه حقّه، أي نقصه».۳(وكانوا فيه) أي في الكتاب.
(من الزاهدين) أي الراغبين عنه؛ لجهلهم بقدره ومنزلته.
والزهد: خلاف الرغبة، يُقال: زهد في الشي‏ء وعن الشي‏ء. فقوله: «فيه» متعلّق بالزاهدين؛ لأنّ متعلّق الصلة يتقدّم على الموصول، والظاهر أنّ الظرف ممّا يكفيه رائحة من الفعل، فلا مانع من تعلّقه به مطلقاً.
(فالكتاب وأهل الكتاب) أي حملته وحفظته، وهم أهل بيت العصمة عليهم السلام وشيعتهم.

1.الصحاح، ج ۶، ص ۲۴۹۶ (ملا) مع التلخيص.

2.القاموس المحيط، ج ۴، ص ۳۹۱ (ملو).

3.الصحاح، ج ۳، ص ۹۰۸ (بخس) مع اختلاف في اللفظ.


البضاعة المزجاة المجلد الرابع
388

كساد السوق. والسِلعة - بالكسر - : المتاع ما يتّجر به.
(من الكتاب إذا تُليَ حقّ تلاوته).
لعلّ المراد بحقّ التلاوة رعاية لفظه ومعناه جميعاً، والعمل بأحكامه، والاتّعاظ بمواعظه، والانزجار عن زواجره.
(ولا سلعة أنفق بيعاً).
قال الجوهري: «نفق البيع نفاقاً - بالفتح - أي راج».۱(ولا أغلى ثمناً) أي أعلى قيمة.
(من الكتاب إذا حرّف من مواضعه).
تحريف الكلام عن مواضعه تغييره وصرفه.
ونكيت العدوّ - كرميت - نكايةً بالكسر: إذا أكثرت فيهم الجراح أو القتل، فوهنوا لذلك، أو من النكاء بالهمز واللّام؛ يُقال: نكأ القرحة - كمنع - : قشرها قبل أن تبرأ، فنديت، والعدوّ نكاهم.
وعلى أيّ تقدير المراد أنّ الهدى في ذلك الزمان أشدّ عقوبة مؤلمة.
والظاهر أنّ قوله عليه السلام: (عند الضلال) بالضمّ وتشديد اللّام جمع الضالّ، ويحتمل أن يكون بالفتح والتخفيف على صيغة المصدر.
(فقد نبذ الكتاب حملته) جمع الحامل، أي ألقوه من أيديهم.
(وتناساه حفظته).
قال الجوهري: «تناساه: أرى من نفسه أنّه نسيه».۲(حتّى تمالت بهم الأهواء).
في بعض النسخ القديمة: «تمايلت» وهو أظهر، أي أمالتهم الأهواء والشهوات إلى الباطل.
وفي بعضها: «غالت» بالغين المعجمة أي أهلكت.
وفي بعضها بالعين المهملة، يقال: عال في الحكم، أي جار ومال. وعالني الشي‏ء، أي

1.الصحاح، ج ۴، ص ۱۵۶۰ (نفق).

2.الصحاح، ج ۶، ص ۲۵۰۸ (نسا).

  • نام منبع :
    البضاعة المزجاة المجلد الرابع
    سایر پدیدآورندگان :
    احمدی جلفایی، حمید ، فاضل البخشایشی، جواد
    تعداد جلد :
    4
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
تعداد بازدید : 98313
صفحه از 568
پرینت  ارسال به