غلبني، وثقُل عليّ. وعال الأمر، أي اشتدّ وتفاقم.
ولعلّه على نسخة الأصل من التملية، أو التملّي.
قال الجوهري في الناقص: «ملّاك اللَّه حبيبك، أي متّعك به، وأعاشك معه طويلاً. وتملّيت عمري: استمتعت منه».۱
أو من الملو، قال الفيروزآبادي: «ملا يملو مَلْواً، أي سار شديداً أو عدا».۲
والباء للتعدية، أي سيّرتهم الأهواء، وسارعت بهم إلى الضلالة.
وقيل: كأنّ «تمالت» أصله تمايلت بالنقل، كما في شاكي السلاح، ثمّ بالقلب والحذف، أو تمالأت بتخفيف الهمزة بمعنى تعاونت وتساعدت.
وقيل: يحتمل أن يكون بتشديد اللّام تفاعلاً من الملال، أي بالغوا في متابعة الأهواء حتّى كأنّها ملّت بهم.
(وتوارثوا ذلك من الآباء) أي أنّ ذلك المذكور من الخصال الذميمة والفِعال الكريهة شنشنةٌ اتّخذها الأبناء من الآباء، واستمرّ بهم أزمنة متطاولة.
(وعملوا بتحريف الكتاب كذباً) على اللَّه ورسوله، وفي ادّعاء العلم به.
(وتكذيباً) للراسخين في العلم ومَن يحذو حذوهم من حَمَلَة الكتاب وحَفَظته.
(فباعوه بالبخس) أي بزخارف الدُّنيا الفانية الزائلة.
قال الجوهري: «البخس: الناقص. ومصدر بخسه حقّه، أي نقصه».۳(وكانوا فيه) أي في الكتاب.
(من الزاهدين) أي الراغبين عنه؛ لجهلهم بقدره ومنزلته.
والزهد: خلاف الرغبة، يُقال: زهد في الشيء وعن الشيء. فقوله: «فيه» متعلّق بالزاهدين؛ لأنّ متعلّق الصلة يتقدّم على الموصول، والظاهر أنّ الظرف ممّا يكفيه رائحة من الفعل، فلا مانع من تعلّقه به مطلقاً.
(فالكتاب وأهل الكتاب) أي حملته وحفظته، وهم أهل بيت العصمة عليهم السلام وشيعتهم.
1.الصحاح، ج ۶، ص ۲۴۹۶ (ملا) مع التلخيص.
2.القاموس المحيط، ج ۴، ص ۳۹۱ (ملو).
3.الصحاح، ج ۳، ص ۹۰۸ (بخس) مع اختلاف في اللفظ.